قهوتي و كتابي

المهدي اسمه ومولده ووصفه


في هذا الخضم الهائل من الفتن والابتلاءات وذيوع الفساد والطغيان وتكالب أعداء الإسلام على الدول الإسلامية يظهر المهدي المنتظر باب الأمل الأول لعودة العزة والقوة للإسلام والمسلمين.

اسمه: هو محمد بن عبد الله: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني, أو من أهل بيتي, يواطئ اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً, كما ملئت ظلماً وجوراً, لا تذهب- أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي ). وأما كنيته فأبو عبد الله, وقيل: أبو القاسم وأما لقبه فالمهدي والجابر؛ لأنه يجبر قلوب أمة الإسلام.
وأما نسبه؟ فهو من ولد فاطمة- رضي الله عنها- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ).  وقال أيضاً: ( المهدي منا أهل البيت, يُصلحه الله في ليلة ) أي يتوب الله عليه ويلهمه رشده ويوفقه ويسدده بعد أن لم يكن, كما قال ابن كثير.
وأما مولده: فإنه يولد بالمدينة, وقال القرطبي: يولد ببلاد المغرب.
وأما حليته: ( فإنه آدم, ضرب من الرجال ربعة, أجلى الجبهة أقنى الأنف أشمه, أزج أبلج, أعين أكحل العينين, براق الثنايا أفرقها, في خده الأيمن خال أسود, يضيء وجهه كأنه كوكب دُري, كث اللحية في كتفه علامة للنبي صلى الله عليه وسلم, أذيل الفخذين لونه لون عربي, وجسمه جسم اسرائيلي, وفي لسانه ثقل, وإذا أبطأ عليه الكلام ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى, ابن أربعين سنة )


ولنذكر تفسير بعض كلماته:
قوله: (آدم) هو الأسمر شديد السمرة, أو هو الذي لونه لون الأرض, وبه سمي آدم عليه السلام.
قوله: (ضرب من الرجال) هو الخفيف اللحم الممشوق المستلق.
قوله: (ربعة) هو بين الطويل والقصير.
قوله: (أجلى الجبهة ) وهو الخفيف شعر النزعتين من الصدغين, والذي انحسر الشعر عن جبهته.
وقوله: ( أقنى الأنف) القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته, يقال رجل أقنى وامرأة قنواء.
قوله: (أشمه) يقال: فلان أشم الأنف إذا كان عرنينه رفيعاً.
قوله: (أزج أبلج) الزجج: هو تقويس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد, وفلان أزج حاجبه كذلك (والأبلج): هو المشرق اللون مسفره (والأبلج) أيضاً هو الذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا, والاسم البلج بفتح اللام.
قوله: (أعين أكحل العينين) الأعين الواسع العين والمرأة العيناء والجمع عين, ومنه قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ } [الواقعة: 22], و(الكَحلَ) بفتحتين- سواد في أجفان العين خلقة من غير اكتحال, والرجل أكحل والمرأة كحلاء.
قوله: ( براق الثنايا أفرقها) أي: لها بريق ولمعان من شدة بياضها, و(أفرقها) أي ثناياه متباعدة ليست متلاصقة.
قوله: (أذيل الفخذين) أي منفرج الفخذين متباعدهما.
قوله: (عبايتان قطوانيتان) القطوانية, عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة: يقال: كساء قطواني وعباءة قطوانية.
ويؤكد ما سبق حديث: ( المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً, كما ملئت جوراً وظلماً فيملك سبع سنين ).

د/مصطفى مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة