قهوتي و كتابي

صفتها


يروي ابن جريح عن أبي الزبير أنه قال في وصف الدابة: رأسها رأس ثور...وعينها عين خنزير...وأذنها أذن فيل....وقرنها قرن إبل... وعنقها عنق نعامة... وصدرها صدر أسد...ولونها لون نمر... وخاصرتها خاصرة هر... وذنبها ذنب كبش... وقوامها قوام بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً, تخرج معها عصا موسى, وخاتم سليمان, فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء, فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه, ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود بها وجهه, حتى أن الناس يتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن؟ بكم ذا يا كافر؟, وحتى أن أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم, ثم تقول لهم الدابة: يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة, ويا فلان أبشر أنت من أهل النار- فذلك قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل:82].
 [هر: قط, ذنبها: ذيلها]


تكلمهم وتحدثهم, وتكْلُمُهم وتجرحهم...
سبحان الله...انظر لهذا الموقف الطريف.. بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة, وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي تدنو بين الركن "الحجر الأسود", والمقام "مقام إبراهيم" تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس عنها شتى ومعا, وبقيت عصابة من المؤمنين, وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري, وولت في الأرض لا يدركها طالب, ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم تنطلق, ويشترك الناس في الأموال, ويصطحبون في الأمصار يُعرف المؤمن من الكافر حتى إن المؤمن ليقول: يا كافر اقضني حقي.., وحتى إن الكافر ليقول: يا مؤمن اقضني حقي.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تخرج الدابة فَتَسِم الناس على خراطيمهم, ثمَّ يُعمِّرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال: ممَّن اشتريت؟ فيقول: من الرجل المُخطَّم).

د/مصطفى مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة