خروج يأجوج ومأجوج
{ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ} [الكهف: 94]
{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم
مِّنْ كُلِّ حَدْبٍ يَنْسِلُونَ } [الأنبياء:96].
يأجوج ومأجوج اسمان عجميان ممنوعان من الصرف.
وهي مأخوذة من قولك: أجَّت النار أي ضويت, ومنه الأجيج, ومنه ملح أجاج,
ولعل هذا لفسادهم العريض.
وصف يأجوج ومأجوج:
عن أرطاة بن المنذر قال: يأجوج ومأجوج على ثلاثة أثلاث:
-
ثلث على طول الأرز "شجر كبير الحجم".
-
وثلث مربع طوله, وعرضه, واحد, وهم أشد.
-
وثلث يفترش إحدى أذنيه, ويلتحف بالأخرى.
ويروى أنهم يأكلون جميع حشرات
الأرض من الحيات, والعقارب, وكل ذي روح مما خلق الله في الأرض, وليس لله خلق ينمى
كنمائهم في العام الواحد, ولا يزداد كزيادتهم, ولا يكثر ككثرتهم, يتداعون تداعي
الحمام, ويعوون عواء الكلاب, ويتسافدون تسافد البهائم حيث التقوا.., ومنهم من له
قرن, وذنب, وأنياب بارزة يأكلون اللحوم نيئة.
والصحيح أنهم من بني آدم, وعلى
أشكالهم, وصفاتهم, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ الله خلق آدم,
وطوله ستون ذراعاً, ثمَّ لم يزل الخلق ينقص حتى الآن).
... وهذا فيصل في هذا الباب,
وهم يشبهون الناس كأبناء جنسهم من الأتراك المخزومة عيونهم, الذلف أنوفهم. الصّهب
شعورهم.على أشكالهم, وألوانهم, ومن زعم أنَّ منهم الطويل الذي كالنخلة.. فقد تكلف
ما لا علم به, وقال ما لا دليل عليه.
عددهم:
يأجوج ومأجوج من الكثرة بمكان
فهم يبلغون تسعة أجزاء من الناس يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
( الجن والأنس عشرة أجزاء,
فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج, وجزء سائر الناس).
ومما يدل على كثرة عددهم أنهم
ينجبون كثيراً من الأولاد, فعن عبد الله ابن عمرو- رضي الله عنهما قال: ( إنَّ
يأجوج ومأجوج من ذرية آدم, ووراءهم ثلاثة أمم, ولن يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته
ألفاً فصاعداً).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما
كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج) يعني إلا غلبتاه كثرة, وهذا يدل على
كثرتهم وأنهم أضعاف الناس مراراً عديدة.
يقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( يقول الله- تعالى يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبَّيك, وسعديك,
والخيرفي يديك, فيقول: أخرج بعث النار من ذريتك, فيقول: يا رب, وما بعث النار؟
قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين, ويبقى واحد, فعند ذلك يشيب الصغير, وتضع كل ذات
حمل حملها, وترى الناس سكارى, وما هم بسكارى, ولكن عذاب الله شديد), فشقَّ ذلك
على الناس..., فقالوا: يا رسول الله, من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعين, ويبقى
واحد؟!!! مَن ذلك الواحد؟!
فقال صلى الله عليه وسلم: (
أبشروا فإنَّ منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألف ) ثمّ قال: ( والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا
ربع أهل الجنة) فكبّرنا., فقال: ( أرجو أن تكونو ثلث أهل الجنة)...
فكبّرنا, فقال: ( أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة)...فكبرنا, فقال: ( ما
أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض, أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود).
أي أننا- الأمة الإسلامية-
بالنسبة لهم عُشر عُشر العُشر, واحد من ألف.
هل هم من ذرية آدم؟
وهذه الأحاديث التي معنا توضح
بجلاء أنهم من ذرية آدم عليه السلام
( يا آدم ابعث بعث النار من
ذريتك).
فهم من ذرية آدم بلا خلاف
نعلمه... ففي حديث أبي سعيد الخدري ( يقول الله:يا آدم قم فأخرج بعث النار)...
ثمّ هم من ذرية نوح؛ لأن الله تعالى أخبر أنه استجاب لعبده نوح في دعائه على أهل
الأرض بقوله: { رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ
دَيَّاراً } [نوح:26], وقال تعالى: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ
السَّفِينَةِ} [العنكبوت:15], وقال: { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ
الْبَاقِين} [الصافات:77].
يأجوج ومأجوج أتراك:
إن يأجوج ومأجوج من ( نسل يافث
أبي الترك, وإنما سُمِّي هؤلاء تُركاً؛ لأنهم تُركوا من وراء السد من هذه الجهة,
وإلا فهم أقرباء أولئك, ولكن في أولئك بغي, وفساد, وجراءة).
يقول قتادة: "يأجوج ومأجوج
ثنتان وعشرون قبيلة, بنى ذو القرنين السد على إحدى وعشرين, وكانت منهم قبيلة غائبة
في الغزو- وهم الأتراك- فبقوا دون السد.
وأخرج ابن مردوية من طريق السدي
قال: الترك سرايا من سرايا يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فبنى السد
فبقوا خارجاً"
وممَّا يدل على أنَّ يأجوج
ومأجوج من الأتراك أن صفاتهم صفات الأتراك.
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في وصف يأجوج ومأجوج: ( عراض الوجه صغار العيون صهب الشعور من كل حدب
ينسلون كأنَّ وجوههم المجّان المطرقة).
[ صهب الشعور: في شعرهم صفرة
وحمرة كما ترى اليوم, من كل حدب ينسلون: من كل طريق يسرعون, المجان المطرقة: شبه
وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترسة والمطرقة]
وهذه الصفات هي صفات الأتراك
يقول الصادق المصدوق عليه السلام: ( لا تقوم الساعة حتى تُقاتلوا الترك, صغار
الأعين, حُمر الوجوه, زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة).
[ زلف الأنوف: صغار الأنوف].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة