قهوتي و كتابي

ما هي أول علامات الساعة الكبرى؟



ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن طلوع الشمس من مغربها هو أول العلامات الكبرى مستندين في ذلك إلى الحديث الصحيح المروي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها, وخروج الدابة على الناس ضحى, فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً).

وهذا القول ليس بصواب, وإنما يسبق طلوع الشمس من مغربها ست علامات هي:
1,2,3- الخسوفات الثلاثة.
4- خروج الدجَّال.
5- نزول عيسى ابن مريم.
6- خروج يأجوج ومأجوج.
لأنه بطلوع الشمس من مغربها يغلق باب التوبة, ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل, أو كسبت في إيمانهم خيراً, والسبب في هذا أنَّ عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم سيدعو الناس إلى الإسلام, وسيؤمن به أقوام من اليهود والنصارى يقول عز وجل: { وَإِن مِّن أَهْلِ الْكِتَابِ لَيُؤْمِنّنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } [النساء: 159].


فلو كان طلوع الشمس من مغربها قبل ظهور الدجَّال, أو نزول عيسى صلى الله عليه وسلم لم ينفع من آمن إيمانه, يقول الحافظ ابن حجر:
( إنَّ مدة لبث الدجَّال إلى أن يقتله عيسى ثم لبث عيسى, وخروج يأجوج ومأجوج, كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب, فالذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجَّال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض, وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم, وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي, وينتهي ذلك بقيام الساعة ).

ويقول البيهقي في البعث و النشور في " باب خروج يأجوج ومأجوج فصل": ذكر الحليمي أن أول الآيات الدجَّال, ثم نزول عيسى؛ لأن طلوع الشمس من المغرب لو كان قبل نزول عيسى, لم ينفع الكفار إيمانهم في زمانه, ولكنه ينفعهم إذ لو لم ينفعهم لما صار الدين واحداً بإسلام من أسلم منهم.

والخسوفات الثلاث تكون قبل خروج الدجَّال, وهذا هو الراجح .

د/مصطفى مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة