قبل الدجَّال:
ينسى الناس ذكره, ولا يتكلم
الأئمة, والخطباء عنه على المنابر.
فعن الصعب بن جثامة رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يخرج الدجَّال حتى يذهل
الناس عن ذكره, وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر).
[يذهل: ذهل عن الشيء أي تركه
على عمد أو غفل عنه أو نسيه لشغل, وفي القرآن {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ
كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ}[الحج:2] لسان العرب مادة ذهل.]
قبل الدجَّال:
يضعف الدين, ويقل أهله, وينقص
العلم, فعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرج
الدَّجَّال في خفقة من الدين وإدبار من العلم).
أراد أن خروج الدجَّال عند ضعف
الدين, وقلة أهله, وظهور أهل الباطل على أهل الحق, وفشو أهل الشر وأهله, وهو من خفق
الليل إذا ذهب أكثره, أو خفق إذا اضطرب, أو خفق إذا نعس, أي أنَّ الدين ناعس,
وسنان في ضعفه من قولك: خفق خفقة إذا نام نومة خفيفة.
قبل الدَّجَّال:
ظهور الاختلاف, والفرقة بين الناس,
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: ( يخرج
الأعور الدجَّال مسيح الضلالة قِبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة).
قبل الدَّجَّال:
ثلاث سنوات شداد ففي حديث أبي
أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قبل خروج الدجَّال ثلاث
سنوات شداد, يصيب الناس فيها جوع شديد, يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس
ثلث مطرها, ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها, ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية
فتحبس ثلثي مطرها, ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها, ثم يأمر الله السماء في السنة
الثالثة أن تحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة, ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت
خضراء, فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت, إلا ما شاء الله).
وفي حديث عثمان بن أبي العاص: (
يبعث المسلمون سرحاً "ماشية" لهم فيصلب سرحهم فيشتد ذلك عليهم, وتصيبهم
مجاعة شديدة, وجهد شديد, وحتى إن أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله. مع هذا الجوع
الشديد, والجهد الكبير يأتي الدجَّال, ومعه جبال من الخبز, والناس في جهد إلا من
اتبعه).
طعام المؤمنين في زمان
الدجَّال:
طعام المؤمنين يومئذ التسبيح,
والتكبير, والتهليل, ففي حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهداً
بين الدجَّال, فقالوا: أي المال خير يومئذ؟ قال: (غلام شديد يسقي أهله الماء,
وأما الطعام فليس), قالوا: فما طعام المؤمنين؟ قال: (التسبيح والتكبير
والتهليل) أي سبحان الله, الله أكبر, لا إله إلا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة