قهوتي و كتابي

الحكمة من ظهور الدَّجَّال


( أنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده, وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله, ومن ظهور زهرة الدنيا, والخصب معه, وجنته, وناره, ونهرياه, واتباع كنوز الأرض له, وأمره السماء أن تمطر فتمطر, والأرض أن تنبت فتنبت, فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته, ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل, ولا غيره, ويبطل أمره, وزعم منكروه أنه لو كان حقًّا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم, وهذا غلط من جميعهم؛ لأنه لو لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له, وإنمَّا يدَّعي الإلهيّة, وهو في نفس دعواه مُكذِّب لها بصورة حاله, ووجود دلائل الحدوث فيه, ونقص صورته, وعجزه عن إزالة العور الذي في عينه, وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه, ولهذه الدلائل, وغيرها لا الرمق, أو تقية, وخوفاً من أذاه؛ لأن فتنته عظيمة جدًّا تدهش عقول الضعفاء حاله, ودلائل الحدوث فيه, والنقص, فيصدقه من صدَّقه في هذه الحالة, ولهذا حذرت الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- من فتنته, ونبَّهوا على نقصه, ودلائل إبطاله.

وأمَّا أهل التوفيق فلا يغترون به, ولا يُخدعون بما معه لما ذكرناه من الدلائل المُكذبة له مع ما سبق لهم من العلم بحاله, ولهذا يقول له الذي يقتله ثمّ يحييه ( ما ازددت فيك إلا بصيرة)

د/مصطفى مراد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة