لقد اكتشفت شيئاً
رائعاً تماماً بالصدفة المحضة , و هو ذات ليلة كنت أعقد فيها ورشة عامة لتحقيق
الأهداف , و هذا الشيء هو "قوة التفكير السلبي" , فبينما كان المشاركون
في الورشة يكافحون من أجل كتابة قائمة باهدافهم على ورقة , كان صبري قد نفد .
فسألت الحاضرين
في الحجرة , حيث كان نصفهم ما زالت أوراقهم خالية من أي كتابة , ووجوههم خالية من أي تعبير , " كيف تحصلون
على ما تريدون إذا كنتم لا تعرفونه "
و قلت :
"حقاً . . دعنا من هذه الأهداف , أخرجوا ورقة أخرى وافعلو هذا, اكتبوا ما لا
تريدونه في حياتكم , اكتبوا أي مشكلة كبيرة , أو أي مصدر قلق تعانون منه في حياتكم
, كل الأشياء السلبية التي يمكنكم تذكرها حتى , و لو لم تتحقق بعد , حتى و لو كنتم
لا تريدونها أن تحدث لكم في المستقبل , تمهلوا و كونوا واعين."
و قد هالني ما
حدث بعد هذا , حيث ارتفعت طاقة جميع من في الحجرة , و ظل كل من في الحجرة يكتب , و
يكتب , و يكتب , و يكتب , و لم يمر وقت طويل حتى سأل البعض عن إمكانية استخدامهم ورقة
أخرى .
و امتلأت الحجرة
بشيء غريب , و مثير بينما كان الناس يعبرون عن مخاوفهم و شكواهم , و غمرت الأوراق
بالحبر واضطر الحاضرون إلى تحريك أصابعهم و أياديهم حتى لا يصابوا بتشنج عضلي من
جراء الكتابة , و عندما أعلنت نهاية التدريب كانت الغرفة تضج بأصوات مختلطة .
و بدا واضحاً
أنني أطلقت سراح شيء لم يكن موجوداً من قبل, و حينها أدركت للمرة الأولى قوة
السلبية , و أدركت في حقيقة الأمر قيمة السلبية من قبل عندما أخذت في التفكير في
حياتي الماضية , و أدركت أيضاً أن أقول "لا" دائماً ما يكون موقفاً أقوى
من الموقف الذي تتخذه حينما تقول نعم , فقول كلمة "لا" يعني أنك واضح ,
يعني انك اتخذت موقفاً , يعني أنك تصر على شيء ما , ففي هذا تعبير عن القوة و
الإيمان الشديد بالفكرة , أما قول "نعم" فيعني الضعف , و التذبذب , فقد
قلت "نعم" لألف مشروب من الكحوليات قبل ذلك , و لم تتحول حياتي رأساً
على عقب إلا في ذلك الصباح الذي شعرت فيه بالرغبة في الانتحار بعد ليلة من الشرب ,
و لكنني قلت "لا" , و في أسطورة رجل الكهف نجد أنه عندما رسم خطاً على
التراب خارج الكهف , و قال للنمر المتوحش . . حينما أصبحت أسرته آمنة في نهاية
الأمر .
فقول
"لا" أمر فيه قوة , لأنه يأتي من أعمق أعماق الروح , فهناك بعض الأمور
لا تسمح بها أبداً .
و بمجرد أن نفهم
تماماً قوة هذه الأشياء المرفوضة في أعماقنا يمكننا أن نستخدمها في تحفيز أنفسنا
بشكل غير مسبوق .
و في ورشة العمل
التي أخبرتك عنها بمجرد أن ملأ الحاضرون أوراقهم بالأشياء التي لا يريدونها ,
انشغلنا بع ذلك بتحويل المشاكل إلى أهداف . هل تكره الإفلاس؟ إذن فلتضع خطة رخاء
اقتصادي "
و إن لم ترد أن يصبح وزنك مثل وزن أعز صديقين لك معاً " , إذن فعليك أن تضع لنفسك برنامج تدريب و تغذية , فأي "لا" يمكن تحويلها إلى "نعم" قوية و فعالة .
و إن لم ترد أن يصبح وزنك مثل وزن أعز صديقين لك معاً " , إذن فعليك أن تضع لنفسك برنامج تدريب و تغذية , فأي "لا" يمكن تحويلها إلى "نعم" قوية و فعالة .
و لذلك إذا لم
يكن لديك أي أهداف , أو أحلام , أو التزامات , من شأنها أن تخلق فيك تحفيزاً
حقيقياً , فلتبدأ أولاً بالأمور السلبية , اعرف ما هي الأشياء التي لا تريدها
مطلقاً – ما الذي تخافه و ترفض أن يدخل في حياتك بشكل مطلق – ثم حوله إلى صورته
العكسية الإيجابية , و انظر ماذا سيحدث , فسوف تشعر بتحفيز لم تشعر به من قبل .
و أنا أستخدم هذا التدريب في الاجتماعات
الثنائية مع الأشخاص الذين لا يريدون أن ينفتحو , و يخبرونني بما لا يريدونه أن
يحدث , فيسرعون لذكر هذا , و بمجرد أن تتضح هذه الأشياء يمكنك تحويلها إلى خطط و
أهداف مثيرة , و هذا يوضح السبب في أن كثيراً من الأشخاص الناجحين كانت ظروف
تنشئتهم صعبة بل و منهم من عاش في فقر مدقع , و هم بهذا عرفوا مبكراً ما لا
يريدونه , و الباقي كان سهلاً .
و عندما لا تجد
في نفسك بعد ذلك حماسة في التفكير فيما تريد فجرب التفكير فيما لا تريد , اسأل
نفسك ما الذي لا تريده مطلقاً , و استشعر بعد ذلك الطاقة التي ستتزايد بداخلك
للتغلب على هذه المشكلة .
و هذه الطاقة
التي تشعر بها هي الأساس في أشكال التحفيز , و أعمق هذه المشاكل .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة