قهوتي و كتابي

لا تفعل شيئاً... بل إجلس هناك



اجلس مع نفسك وحيد ومسترخي تماماً لفترة طويلة لا تقم بتشغيل الموسيقى أو التلفزيون وإنما كن مع نفسك, راقب ما يحدث اشعر بانتمائك للصمت لاحظ الأفكار التي ستبدأ في الظهور لاحظ علاقتك مع نفسك وقد أصبحت أفضل وألطف وأكثر راحة.

عندما تجلس في صمت فإن هذا سيسمح لعالم الحلم الحقيقي لديك بأن يعطيك ومضات وإشارات من التحفيز ففي ظل حياة اليوم التي تتسم بالحضارة والتفاعل والمعلومات الغزيرة فإنك إما أن تعيش حلمك أو تعيش حلم غيرك وإذا لم تعط حلمك المكان والزمان اللذين يحتاجهما حتى يتحقق فسوف تقضي أفضل وقت في حياتك في مساعدة الآخرين على تحقيق أحلامهم.

يقول "يليس باسكال": "كل مشاكل الإنسان تنبع من عدم قدرته على الجلوس بمفرده في حجرة يكتنفها الهدوء لفترة زمنية."

ولتلاحظ أنه لم يقل بعض مشاكل الإنسان وإنما "كل.!"
وأثناء إلقاء ندواتي عن التحفيز, أحياناً ما يسألني سائل ما السبب في أنني لا أتوصل إلى أفضل أفكاري إلا عندما آخذ حماماً؟!!
وعادة ما أسأل مثل هذا الشخص "ما هي الأوقات الأخرى في اليوم التي تكون فيها وحدك دون أي تشتيت؟"

وإذا كان أميناً فستكون إجابته "إنه لا يجلس وحده أبداً."


وهكذا فإن الأفكار العظيمة تأتينا ونحن تحت الدُش حيث أنه الفترة الوحيدة في اليوم التي نكون فيها وحدنا تماماً, فلا تلفزيون ولا سينما ولا ازدحام مروري ولا مذياع ولا أسرة ولا شيء يشتت عقلنا عن أن يتحدث مع نفسه.

يقول "بلاتو" التفكير هو حديث الروح مع نفسها.

والناس تخاف أن تموت من الملل أو الخوف لو أنهم ظلوا لوحدهم لأي فترة من الوقت والبعض أصبح مدمناً للتشتت حتى أنه يعتبر الجلوس مع نفسه وكأنه جلوس في زنزانة جامدة بلا حواس.

والحقيقة أن الحافز الحقيقي الوحيد الذي نشعر به دائماً هو الحافز الذاتي الذي ينبع من داخلنا وعندما نكون وحدنا مع أنفسنا فإن هذا أفضل يمنحنا أفكاراً محفزة وذلك إذا واصلنا هذه العملية لوقت كاف.

وأفضل طريقة للفهم الواقعي للعالم هي أن تنحي نفسك منه.

والإنتروبيا النفسية- وهي التأرجح بين السأم والقلق- وإنما تحدث عندما تربك نفسك بقدر هائل من المثيرات, وعندما تكون مشغولاً بشكل دائم ومنهمكاً في الكلام عبرالهاتف الجوال وخارج البيت طوال اليوم دون أن تجد وقتاً للتأمل فإنك بهذا تضمن لنفسك إحساساً مسيطراً بالارتباك.

والعلاج بسيط وسهل وذلك من خلال عملية لا تعقيد فيها.
يقول "فزانز كافكا" ليس ضرورياً أن تترك حجرتك, وإنما ابق جالساً على المائدة واستمع أو لا تستمع فقط انتظر أو حتى لا تنتظر إلزم الصمت الكامل والعزلة وسوف يقدم العالم نفسه إليك حتى تكشف مستوره إذ أنه ليس لديه خيار آخر, فسوف يأتي تحت قدميك راغباً.

وبعبارة لا تفعل شيئاً... بل إجلس هناك.

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة