قهوتي و كتابي

تخلص من تلفازك



منذ كان لأخي متجر للأقمصة وكان من أشهر الأقمصة المعروضة للبيع واحد كتب عليه "تخلص من تلفازك", واشتريت هذا القميص والذي رسم عليه تلفاز يفجَّر, وما زال هذا القميص يثير أعصاب الناس الذين يرون هذه الصورة حين أرتديه.

ويمكنك حقاً أن تغير حياتك لو أنك أغلقت تلفازك, وقد يكون هذا أمسية واحدة اسبوعياً. ماذا سيحدث لوتوقفت عن محاولة البحث عن الحياة في عروض "الآرين" وتركت حياتك لتصبح العرض الذي تتعلق به.

وتخفيض عدد مشاهدة التلفاز أمر مرعب لأولئك المدمنين للأجهزة الإلكترونية, ولكن لا تخف فيمكن أن تتخلص من هذا السهر شيئاً فشيئاً, فإذا كنت تشاهد التلفاز بشكل كبير وأنت تعي هذا, فربما كان من المفيد لك أن تسأل السؤال التالي: في أي جانب من المرآة أريد أن أعيش؟

فعندما تشاهد التلفاز, فإنك بذلك تشاهد الآخرين يقومون بالعمل الذي يريدونه, وهؤلاء الناس يعيشون في الناحية الذكية من المرآة لأنهم يستمتعون بما يفعلون, بينما كان ما تفعله أنت هو المشاهدة السلبية لهم وهو يستمتعون كما أنهم يكسبون المال أما أنت فلا.


وليس هناك خطأ في مشاهدة الآخرين, ومن آن لآخر, وهم يفعلون ما يحبون فعله, ولكن الأسرة العادية اليوم تشاهد سبع ساعات يومياً! فهل يعيشون في تلك الناحية من المرآة التي سوف تتقدم بحياتهم؟ (هذا ما لا يرجوه كبار المعلمين)

وإليك اختباراً يمكنك به تحديد ما إذا كان التلفاز يحفزك أكثر من الكتب أم لا. حاول أن تتذكر ما شاهدته في التلفزيون منذ شهر, فكر جاهداً ما أثر هذه العروض التلفزيونية على الجانب الملهم من المخ؟
والآن فكر في الكتب التي قرأتها منذ شهر, أو حتى المجلات الإلكترونية التي قرأتها الأسبوع الماضي. أي هذه القراءات ترك انطباعاً هاماً, ومستمراً في داخلك؟ أي وسائل الترفيه تقودك أفضل من غيرها اتجاه التحفيز الذاتي؟

وزيادة الاهتمام اليومي بالكمبيوتر والإنترنت نوع من الانتصار على التلفاز, وخاصة إذا كنت تتفاعل معها, فالتواصل داخل ساحات الحوار الفكري العميق ( في منتدى البرمجة اللغوية العصبية) وإرسال البريد الإلكتروني وتلقيه.. كل هذا يساعد على تنمية المخ, أما التلفاز فيأتي بالعكس.

وذات مرة صرخ "جروشو ماركس" قائلاً: إنه وجد التلفاز تعليمي للغاية, فكلما أداره شخص ما.. أذهب أنا إلى الحجرة لأقرأ كتاباً.

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة