قهوتي و كتابي

ليكن لك أسلوب في بناء العلاقات



لا يمكن للمرء أن يوجد ذاته الحقيقية دون أن يوجد علاقات في أثناء هذا, فالعلاقات في كل مكان والعلاقات هي كل شيء.

يقول الزعيم الروحي الهندي "كير شانامورتي" ليس هناك نهاية للعلاقات فقد يكون هناك نهاية للعلاقات المحدودة إلا أن العلاقة لا يمكن أن تنتهي ولن يكون هناك معنى لوجودك دونها.

لقد قمت بالتدريب للعديد من المؤسسات من خلال سلسلة ندوات مكونة من أربعة أجزاء, الثلاثة الأولى منها عن التحفيز الذاتي, والجزء الأخير عن بناء العلاقات, واحياناً ما يسألني أحد رؤساء الشركات بشكل مباشر قبل بدء التدريب عما إذا كان هذا التقسيم للتدريب غير متوازن أم لا.

حيث يقولون: ألم يكن من الأفضل أن تخصص المزيد من التدريب عن بناء العلاقات؟ فبناء الفريق وعلاقات العملاء هي رغم كل شيء أهم من التحفيز الذاتي.

وما يكون مني إلا أن أدافع عن هذا التقييم فلن يكون بمقدورنا إقامة علاقات مع الآخرين إذا كانت علاقتنا بأنفسنا ضعيفة, فلا بد أن نبدأ عن خلق الالتزام بخلق تحفيز ذاتي, وذلك لأن هناك من يريد أن يقيم علاقة مع شخص ليس لديه أي حافز.


وعندما يحين موعد الجزء الرابع, وهو بناء العلاقات يكون التركيز على الابداع, فالابداع هو أكثر أجزاء العلاقة تعرضاً للتجاهل, ومع هذا فهو أهم هذه الأجزاء.

ففي علاقاتنا يميل معظمنا إلى التفكير بعواطفه دون عقله, ولكن عندما نفكر بعواطفنا دون عقولنا فإنه يضعنا في حالة من عدم الحيلة يصفها "كولين ويلسون" على أنها حالة من الانقلاب رأساً على قلب.

وعندما ننظر إلى العلاقات على أنها فرص للإبداع فإن هذا سيؤدي إلى تحسين العلاقات وعندما تتحسن العلاقات فإن هذا يزيد من التحفيز لدينا.

كانت أختي الصغيرة "مارجي" في الصف الرابع عندما قامت فتاة خجولة للغاية في فصلها فجأة بوضع علامة سوداء كبيرة على أنفها وذلك باستخدام قلم مثبت وأخذ كثير من الأطفال بالإشارة إليها والضحك عليها وفي النهاية أجهشت الطفلة في البكاء من جراء الإحراج.

وفي وقت معين ذهبت "مارجي" إلى الفتاة وأخذت تهدئها, وأسرعت "مارجي" وأخذت القلم وعلّمت أنفها ثم أعطت القلم لزميلة لها وقالت: "إنني أحب أنفي بهذا الشكل فماذا عنك؟"

وخلال لحظات قليلة كان الفصل كله قد وضع علامة سوداء على الأنف, وأخذت الطفلة الخجولة في الضحك بعد البكاء, وفي وقت الفسحة خرج جميع الفصل إلى الملعب وعلى أنف كل منهم علامة, وأخذ كل من في المدرسة يغيظهم, وواضح أن هذا لأنهم قاموا بشيء غير معتاد وفوضوي.

وما يهمني في القصة هو كيف استخدمت "مارجي" إبداعها وعقلها بدلاً من عواطفها في حل المشكلة وهكذا ارتقت بنفسها باستخدامها لعقلها حيث يمكن أن تجد فيه شيئاً بارعاً وذكياً يمكن فعله, ولو أنها استخدمت مشاعرها في التفكير لربما عبرت عن غضبها تجاه الفصل لضحكهم على الفتاة وربما عبرت بحزنها أو اكتئابها.

فعندما تعرض أي مشكلة – في علاقتك مع الآخرين – على العقل يكون لديك فرص غير متناهية لأن تكون مبدعاً والعكس يحدث عندما تتدنى بالمشكلة إلى النصف الأسفل من القلب فإنك بهذا تخاطر بان تظل دائماً في هذه المشكلة.

ولا يعني هذا أنه لا ينبغي عليك أن تشعر بشيء بل اشعر بكل شيء وراقب مشاعرك وكل ما عليك هو أن لا تفكر بمشاعرك, فعندما تكون هناك مشكلة في العلاقة تحتاج إلى حل فارتق السُّلم إلى ذاتك الأكثر إبداعاً وسرعان ما ستدرك أننا نخلق علاقاتنا وأنها لا تحدث هكذا عرضاً.

يقول الفنان الإيطالي "لوسيانو كريسترو": كلٌّ من مَلَكَ بجناح واحد ولا يمكننا أن نطير إلا إذا تعانقنا".

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة