إن التحرك نحو
هدفك لن يكون أبداً في خط مستقيم بل إن طريقك سيكون واعداً فسوف تصعد وبعد ذلك
تهبط قليلاً, خطوتان للأمام وواحدة للخلف.
وفي هذا إيقاع
جيد فهو مثل الرقصة فليس هناك إيقاع متصاعد بخط مستقيم.
مع هذا, فالناس
يشعرون بإحباط عندما تتراجع خطوة للخلف بعد أن تخطو خطوتين للأمام ويشعرون بأنهم
فشلوا ولكنهم لم يفشلوا, وكل ما في الأمر أنهم يسيرون في تناغم مع الإيقاع الطبيعي
للنجاح والتقدم وبمجرد أن تفهم هذا الإيقاع يصبح بالإمكان أن تعمل معه لا ضده,
ويصبح بإمكانك أن تخطط للخطوة التي ستخطوها للخلف.
وفي كتاب
"قوة التفاؤل" يحدد "جيتر" مواصفات الأشخاص المتفائلين
الواقعيين ومن أهمها أن المتفائل دائماً يخطط للتجديد, فهو يعلم مقدماً أن طاقته
ستنفذ ويقول "جيتر" (في علم الفيزياء ينص قانون الإنتروبيا على أن جميع
الأنظمة التي تترك وحدها دون عناية سوف تفقد طاقتها وإذا لم يتم ضخ طاقة جديدة
للنظام فإنه سوف ينهار).
أما المتشائمون
فلا يخططون للتجديد لأنهم لا يرون ضرورة لهذا, فالمتشائم شخص كثير التفكير, وهو
يشعر بالألم عندما لا يكون العالم مثالياً وهو يرى أن الخطوة للخلف تعني شيئاً
سلبياً في المشروع ككل ويقول: (إذا كان هذا الزواج سعيداً فلن تكون هناك حاجة
لإحياء الحب من جديد) رافضاً بهذا فكرة قضاء شهر عسل جديد.
أما المتفائل
فيعلم أن هناك ارتفاعاً وهبوطاً في العلاقة, ولهذا فهو لا يخاف ولا يصاب بالإحباط
حينما يحدث هذا الهبوط, بل إنه يخطط لمثل هذا الهبوط ويعد طرقاً جديدة للتعامل
معه.
وبإمكانك أن تخطط
لحالات التراجع, حيث يمكنك أن تنظر مقدماً إلى تقويمك وتحدد وقتاً للتجديد وإعادة
النشاط والطاقة, وحتى إذا شعرت الآن بحالة معنوية مرتفعة للغاية فمن الذكاء أن تعد
لعملية تجديد. خطِّط لعملية التراجع وأنت في المقدمة حدِّد فترة كبيرة للهروب,
لتهرب حتى مما تحب.
فإذا فكرت في أنك
قد كبرت على فعل شيء تريد أن تفعله فلتعلم أنك الآن تستمع إلى صوت التشاؤم داخلك.
فهو ليس صوت
الواقع.
فلتعد حوارك مع
هذا الصوت ولتذكره بالأشخاص الذين بدأوا حياتهم من جديد في أي عمر أرادوه, فهذا
"جون هوسمان" الممثل الذي حصل على جائزة إيمي حيث بدأ في احتراف التمثيل
في السبعينات من عمره.
ولدي صديق اسمه
"آرت هيل" قضى معظم حياته في مجال الإعلان ومع هذا فقد قرر في أعماقه أن
يكون كاتباً, ولذلك في أواخر الخمسينات من عمره كتب كتابين تولت نشرهما إحدى دور
النشر الصغرى في "ميتشجن", وبعد أن بلغ الستين أصدر "هيل" أول
إصداراته التي وزعت على امتداد البلاد وكان كتاباً في البيسبول عنوانه "إنني
لا أعير اهتماماً إذا لم أُعد أبداً" وقد قامت بنشره دار "سيمون
وشوستر", وحقق الكتاب شهرة ونجاحاً هائلاً وقد كتب في صفحة الإهداء
(شيء أعتز به
أفضل من أي شيء أمتلكه)
إلى ستيف تشاندلر
الذي اهتم بالكتابة والتأليف اهتم بي وقال لي ذات يوم (ينبغي أن تكتب كتاباً عن
البيسبول)
فليس هناك من
يهتم بعمرك غيرك والناس لا تهتم إلا بما يمكنك أن تفعله وبإمكانك أن تفعل أي شيء
في أي عمر.
وقد كان الدكتور
"مونت بتشسبوم" الذي يعمل في إحدى كليات الطب في نيويورك واحداً من
العلماء الكثيرين الذي أجروا أبحاثاً عن تأثير التقدم في العمر على العقل, وقد
اكتشف أن التقدم في العمر ليس هو ما يجعل العقل أقل نشاطاً وإنما السبب في ذلك هو
عدم استخدام المخ.
ويقول هذا العالم
الذي استخدم المسح السطحي لانبعاث البوزيترون في مسح مخ ما يزيد عن 50 متطوعاً في
حالة صحية جيدة وكانت أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 87 عاماً.
وقد ثبت الآن أن
فقدان الذاكرة والسلبية الذهنية هي السبب فيهما وهو مجرد عدم الاستخدام للمخ بعد
أن كنا نعتقد أن السبب هو التقدم في العمر, فالمخ مثل العضلة الموجودة في ذراعك
إذا استخدمتها تصبح قوياً وسريعاً وإلا أصبحت ضعيفاً وبطيئاً.
وقد أوضحت
الأبحاث في معهد أبحاث المخ أن مجموعة الدورات في المخ – الزوائد المتفرعة التي
تفصل بين خلايا المخ – تتزايد مع النشاط الذهني.
يقول "آرنود
شيبل" مدير المعهد (أي شيء يمثل تحدياً عقلياً يمكن أن يكون كالمثير الذي
يعمل على نمو الزوائد المتفرعة, بما يعني زيادة الاحتياطي الحسابي للمخ.)
وترجمة هذا :
بإمكانك أن تجعل نفسك أكثر ذكاءً.
يتساءل الدكتور
"روبرت جارفيك" (من ذا الذي أخبرك بأنك لا تستطيع أن تزيد من ذكائك من
ذا الذي علمك أن لا تحاول؟ إنهم لا يعرفون. وسِّع عقلك نمِّه وسوف يغنيك ويجلب لك
حب الحياة ذلك الحب الذي يزدهر في ظل الحقيقة والفهم.)
وتشير الأبحاث
إلى أن المتخصصين في الرياضيات يعيشون أطول ممن يعملون في مجال آخر, ولم نكن قبل
ذلك نعرف السبب, وقد ثبت حديثاً خلال الأبحاث التي أجريت في معهد أبحاث المخ أن
هناك اتصالاً مباشراً بين نمو الزوائد المتفرعة طول العمر, فالنشاط الذهني يجعلك
تشعر بحيوية دائمة, فإذا فقدت التحديات الذهنية فإن حياتك نفسها سوف تذبل.
لا تستمع إلى ذلك
الصوت بداخلك الذي يتحدث عن العمر أو عن مستوى ذكائك أو تاريخ حياتك أو أي شيء
يجعلك تتباطأ.
لا تنخدع به
فبإمكانك أن تبدأ الآن حياة ذات مستوى عالٍ من التحفيز من خلال زيادة التحديات
التي تعرضها على ذهنك.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة