كلما أجهدت نفسك كانت الحياة سهلة عليك, أوكما يقولون في
البحرية: كلما زاد العرق وقت السلم كلما قلت الدماء وقت الحرب.
وقد كان صديق طفولتي "ريت نيكول" هو من علمني
هذه المبدأ بشكل عملي, فعندما كنا نلعب في دوري البيسبول للناشئين كانت تواجهنا
دائماً مشكلة السرعة الكبيرة التي كان القاذف المنافس يقذف بها الكرة حيث كنا في
دوري جيد للغاية وكان الرماة المنافسون ذو الأجسام الضخمة يقذفون الكرة إلينا
بسرعة هائلة أثناء المباراة وكنا دائماً مانطلب برؤية شهادات ميلادهم.
وبدأنا نخاف من الذهاب إلى المكان المخصص لضرب الكرة,
فلم يعد في هذا أية متعة بل أصبح شيئاً نحاول القيام به دون أن نتسبب لأنفسنا في
إحراج كبير
ثم طرأت على ذهن "ريت" فكرة.
حيث سألني: ماذا لو كانت الرميات التي نواجهها في
المباراة أبطأ من تلك التي نواجهها في التدريب؟
فقلت له إن هذه هي المشكلة بعينها فنحن لا نعرف أي شخص
يمكنه أن يرمي بهذه السرعة لنا وهذا ما جعل الأمر صعباً جداً في المباراة حيث تبدو
الكرة وكأنها حبة أسبرين تأتيك بسرعة 200 ميل في الساعة.
فقال "ريت": أعرف أنه ليس لدينا من يستطسع رمي
كرة البيسبول بهذه السرعة, ولكن ماذا لو لم تكن الكرة كرة بيسبول.
فقلت له: لا أدري ماذا تعني.
هنا أخرج "ريت" من جيبة كرة جولف بلاستيكية
صغيرة بها ثقوب, وهي تلك التي يستخدمها آباؤنا في اللعب في الحديقة الخلفية للمنزل
للتدريب على الجولف.
وقال لي "ريت": هات مضرباً
فأخذت مضرب بيسبول وذهبنا إلى حديقة بالقرب من منزل
"ريت", وذهب ريت إلى هضبة الرامي, ولكنه كان أقرب من المعتاد بثلاثة
أقدام, وبينما كنت أقف في المنطقة المخصصة لصد الكرة قام ريت بقذف كرة الجولف
بعيداً عني بينما كنت أحاول أنا السيطرة عليها.
فضحك "ريت" وقال هذا أسرع مما يمكن أن يفعله
أي شخص ستواجهه في دوري الناشئين دعنا نستمر في هذا.
ثم أخذنا نتبادل الأدوار في المرمى لبعضنا بهذه الكرة
الصغيرة الغريبة التي كانت تطير بسرعة هائلة ولم تكن هذه الكرة البلاستيكية تطير
بسرعة عجيبة فقط ولكنها كانت تنحني وتسقط بحدة أكثرمن أي رمية يمكن أن يرميها لاعب
في دوري البيسبول للناشئين.
وعندما حل موعد المباراة التالية في الدوري كنت أنا
و"ريت" قد استعددنا وفي المباراة بدت الرميات كما لو كانت تأتينا
بالتصوير البطيء وكما او كانت بالونات بيضاء كبيرة.
وبعد جلسة واحدة من جلسات "ريت" استطعت أن
أضرب الكرة بل و أحصل بها على أول وأفضل نقطة في المباراة حيث قذف بالكرة لاعب
أيسر بدت رميته وكأنها تعلق في الهواء إلى الأبد حتى استخلصتها أنا.
وهذا الدرس الذي علمني إياه "ريت" لم أنسه
أبداً فعندما أخاف من شيء قريب الحدوث أجد طريقة لفعل شيء أصعب منه بل أكثر منه
إخافة وبمجرد قيامي بالشيء الأصعب سيصبح الشيء الحقيقي متعة.
وكان لاعب الملاكمة العظيم "محمد علي كلاي"
يستخدم هذا المبدأ في اختيار اللاعب الذي يشاركه في التدريب, وذلك بأن يتحقق من أن
يكون هذا اللاعب أفضل من الذي سيلاقيه في المباراة الحقيقية, وقد لا يكون هذا
اللاعب أفضل من جميع النواحي, ولكنه كان يجد واحداً أفضل بشكل أو بآخر من منافسه,
وبعد أن يواجه مثل هؤلاء الملاكمين كان يعرف عندما يدخل أي مباراة حقيقية أنه قد
قابل مثل هذه المهارات وانتصر عليها.
ويمكنك دائماً أن تعد معركة أكبر من التي ستواجهها, فإذا
كان عليك القيام بعرض تقديمي أمام شخص يخيفك, فيمكنك أن تتدرب على هذا العرض أولاً
مع شخص يخيفك أكثر وإذا كان هناك شيء يصعب عليك القيام به وتتردد بذلك فاختر شيئاً
أصعب وقم به أولاً.
ولاحظ مدى تأثير ذلك على تحفيزك عندما تواجه التحدي
الحقيقي.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة