قهوتي و كتابي

إلعب لعبة الدوائر



لو استخدمت نظام وضع الأهداف الذي يتكون من أربع دوائر, و أربع دقائق الذي ذكرته من قبل , سوف تستطيع خلق عالمك .

جرب هذا : بعد أن تستيقظ في الصباح انفض عنك غبار النوم , ثم اجلس و معك ورقة وارسم فيها أربع دوائر تمثل كواكبك , ضع على الأول اسم ( حلم الحياة ) ( وحتى تجعل هذا المثل بسيطاً فسأجعله كله متعلقاً بالمال بالرغم من أنه بإمكانك أن تفعل هذا مع أي نوع تريده من الأهداف , و قد يكون حلم حياتك أن توفر نصف مليون دولار لسنوات التقاعد , و لذلك عليك أن تضع هذا الرقم في دائرة الحياة , ثم انظر للدائرة الثانية التي تمثل الكوكب التي في مجموعتك الشمسية , و هذه الدائرة ستسميها ( عامي) , ما الذي تحتاج لتوفيره في العام التالي حتى تكون في طريقك نحو تحقيق هدف مدخرات الحياة ؟ )  و عندما تصل إلى الرقم تأكد من أنه يتناسب حسابياً مع دائرتك الأولى , و بعبارة أخرى لو أنك وفرت هذا القدر , ووفرت مثلاً  10% زيادة مع كل سنة , هل ستصل إلى الرقم الموجود في دائرة الحياة ؟  فإن لم تصل لهذا الرقم , فاحسب مرةً أخرى حتى تصل مباشرة بين مدخراتك السنوية المتوقعة و هدف حياتك.


و الآن قد ملأت أول دائرتين بالأرقام , انتقل للدائرة الثالثة ( شهري ) و ما هو القدر الذي عليك ان تدخره كل شهر حتى تحقق هدفك السنوي ؟ ثم اكتب الرقم الذي تصل إليه , و الآن تكون قد ملأت ثلاث دوائر .

و الآن انتقل إلى الدائرة الأخيرة (يومي) ما الذي عليك فعله اليوم – بحيث لو فعلته كل يوم – سيضمن لك شهراً ناجحاً من حيث حجم المدخرات المطلوبة فيه ؟

و بالمناسبة . . فكما قلت من قبل فليس هذا قاصراً على الأهداف المالية فقط بل يمكن أن يكون الهدف متعلقاً باللياقة البدنية , أو تعلم لغة أجنبية , أو إقامة العلاقات الروحانية  أو التغذية , أو أي شيء يمثل أهمية بالنسبة لك .

و قوة هذا النظام تكمن في التفكير فيه على أنه كون يعني ( نظام واحد ) كما يذكرنا "واين داير" دائماً , و عندما تنتهي من هذه العملية الحسابية لن تجد أمامك إلا أن ترى أنه لو تم إنجاز كل دائرة بنجاح , فإنها ستضمن نجاح الدائرة التالية , فإذا حققت هدفك اليومي كل يوم , فإن هدفك الشهري سوف يتحقق بشكل أوتامتيكي , بل إنه لا داعي لأن تقلق بشأنه , و لو أنك حققت هدفك الشهري , فإن هذا سيؤدي حتماً إلى تحقيق هدفك السنوي , و لو أنك حققت هدفك السنوي , فلا يمكن إلا أن تحقق هدف حياتك .

و عندما تدرس هذه الحقيقة الرياضية لا تقبل الجدل , والتي يتضمنها هذا النظام , ستشعر بشعور غريب . ستدرك أن الدوائر الأربعة تعتمد في النهاية على نجاح دائرة واحدة و هي دائرة ( يومي ).

و لنتذكر أنه بمجرد انتهائك من العملية الحسابية لهذا النظام ستتحول مباراة الدوائر إلى مجرد تدريب يومي لا يستغرق إلا أربع دقائق , و كثيراً ما يقول المشاركون في ندواتي أنهم ليس لديهم وقت لكل هذا , فلديهم حياة يريدون أن يحبونها ! و لكنني أود أن أذكرهم بكلمات "هينري فورد" حين قال : ( لو لم تفكر في المستقبل , فلن يكون لك مستقبل )

و أريد أيضاً أن أركز على أنني أتحدث عن أربع دقائق يومياً .

و الهدف من جعل الدوائر سليمة من الناحية الحسابية , وهو طرح عناصر (الاعتقاد) و الأمل من ( خطة عمل ) , فأنت تعرف أن أهدافك ستحقق من خلال هذا النظام , فعلى من تريد المراهنة ؟ على لاعب التنس الذي يظن أنه سوف يفوز أم اللاعب الذي يعرف أنه سيفوز ؟

و من خلال رسم هذه الدوائر الأربع البسيطة يمكنك أن تخلق عالمك في أي مكان و في أي وقت , سواءً كنت تنتظر في طابور بالبنك , أو تجلس في عيادة الطبيب , أو تنتظر بدء اجتماع , أو حتى و أنت تخط بالقلم عبثاً , و مع كل مرة تفعل هذا تقترب من عالمك أكثر و أكثر , و مع كل مرة ترسم فيها هذه الدوائر يأتيك إلهام و يقول : ليس هناك أي فارق بين النجاح اليوم و النجاح في الحياة ككل فهما شيء واحد .

و في كتابه ( سحر الاعتقاد ) يذكر "كلاود برستول" عادة كان لا ينتبه إليها كثيراً و لكنه حينما يفكر في ماضيه يجد أنها ربما كان لها أثر في تشكيل عالمه أكثر مما كان يعتقد , و قال إنه دائماً ما يكون لديه قلم جاف أو حبر يخط به سواءً و هو يتكلم في الهاتف , أو و هو جالس في لحظات شرود .

و كان عبثي بالقلم عبارة عن علامات مثل – علامة الدولار – و ذلك على أية ورقة أجدها على المكتب , و كانت هذه العلامات تغطي الأغلفة الكرتونية لكل الملفات التي كانت توضع على مكتبي يومياً , كما كانت تغطي أغلفة دليل الهاتف , و ورق المسودات بل حتى واجهة المراسلات المهمة .

و الدراسات التي أجراها "برستول" بعد ذلك على اكتشاف مادة المخ و قوة الاقتراح (و فن الصور الذهنية ) جعلته ينتهي إلى أن عادة الخط بالقلم التي استمرت طوال حياته , و التي كان يرسم من خلالها علامة الدولار كان لها أثر هائل على برمجة ذهنه بما جعله دائماً انتهازياً و جريئاً فيما يتعلق بالمال , و ما اكتسبه هذا الرجل من المال يتطلب منا أن ننظر إلى كلامه بجدية .


ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة