قهوتي و كتابي

ذكر عقلك



ربما لاحظت فكرةً في هذا الكتاب أو في أي كتاب آخر قرأته مؤخراً و تريد الاحتفاظ بهذه الفكرة و قد تدرك هذه الفكرة لحظة قراءتها بأنها ستكون مفيدة لك دائماً و ربما وضعت خطاً تحتها كي ترجع إليها بعد ذلك.

و لكن ماذا سيحدث لو وضعت الكتاب على رف أو قام أحد الأًصدقاء باستعارته و أصبح للأبد بعيداً عن العين و البال ؟ هذا الأمر يحدث كثيراً و هناك علاج له و هو : ابدأ في التعامل مع أفكار التحفيز الذاتي كما لو كانت أغاني.

و بإمكانك أن تجد من الطرق ما يساعدك على إعادة هذه الأفكار المرة تلو المرة حتى لا تقدر على إخراجها من ذهنك و بهذا الأسلوب يتم إعادة هيكلة الأنظمة الاعتقادية بحيث تتناسب مع أهدافنا . ضع الفكرة التي تريد أن تتذكرها في مسار الأغاني في مخك بحيث لا تخرج بعد ذلك , ويمكنك أن تخلق ذاتاً جديدة من خلال تعلم المعتقدات التي تريد أن تعيش بها هذه الفكرة كل مرة . تعلم هذه الأفكار كما تتعلم كلمات أغنية ستؤديها على المسرح . كان لي صديق يتعلم أدواره المسرحية الغنائية من خلال وضع بطاقات
مفهرسة مع كلمات الأغنية في جميع أنحاء المكتب و المنزل و مرآة الحمام و أحياناً ما كان يضع هذه الكلمات على الزجاج الأمامي للسيارة . لماذا ؟ لأنه بذلك يقوم بمجهود بصري واعٍ حتى يصل إلى مؤخرة عقله.

و المهم كيف تجعل هذا التحفيز مستمراً و كيف تغذي روحك بالأفكار التفاؤلية التي تريد أن تعيش عليها .
إذا أردت هذا فأي مرة تجد فكرة أو جملة أو فقرة تبعث فيك الحماسة أو تطلق شرارة تفكيرك فعليك أن تمسك بها كالفراشة في الشبكة ثم تطلقها بعد ذلك في حقل وعيك .

أما بالنسبة لي فإن اكتشاف فكرة مثيرة في طيات كتاب أو مجلة هو عندي بمثابة ذروة الخبرة الحقيقية , هي تجعل العالم مضيئاً و مبهماً وأشعر بشيء يدفعني و ينتابني ذلك الشعور و كأنني وجدت ضالة . إنني محظوظ فكلما عمدت إلى ملء ذهني بالكلمات العبارات التي أثارت لدي في البداية ذروة الخبرة أصبح من السهل أن أتذكر أن الحياة رائعة .

و في كتابه ( مسارات جديدة في علم النفس ) كتب "كولين ويلسون" قائلاً: ( هذا هو السبب الذي يجعل الناس الذين تأتيهم إحدى خبرات الذروة قادرين على تكرار هذه الأفكار . لأن الأمر ببساطة هو عبارة عن تذكير نفسك بشيء رأيته قبل ذلك بالفعل و تعرف أنه حقيقي و خبرة الذروة بهذا المعنى مثلها مثل أي إدراك آخر يتضح لك و من ذلك على سبيل المثال إدراك عظمة مؤلف موسيقي أو فنان رأيته من قبل غامضاً و غير مفهوم إو إدراكك لكيفية حل مشكلة معينة , و بمجرد أن يظهر لك هذا الإدراك يصبح من السهل إعادة الإتصال به لأنه يقبع هناك مثل بعض الممتلكات الذي ينتظرك لتعود إليه .)

و عند إنهاء كلماتي عن التحفيز الذاتي كثيراً ما يوجه لي السؤال الآتي : ( كيف تجعل هذا الأمر يستمر فأنا أحب ما تعلمته اليوم ولكنني غالباً ما أذهب إلى الندوات التي تحفزني و بعدها بأيام قليلة أعود لذاتي المتشائمة وأفعل ما كنت أفعله من قبل بالضبط .)

فإن كنت في حالة مزاجية تجعلني فظاً فسوف أجيب على السؤال بالآتي : ( إذا أحببت ما تعلمته عن التحفيز الذاتي إذا لماذا تسألني عن كيفية استمراره في حياتك ؟ إن أكثر شخص يمكنه الإجابة على هذا السؤال هو أنت و لهذا أسألك كيف تجعله يستمر فس حياتك ؟ ) إنني أراهن أن بإمكانك أن تقدم لي عشرة طرق يمكنك القيام بها وأراهن أنه لو كانت هذه الأفكار التحفيزية لغة أجنبية عليك أن تتعلمها فسوف تحدد لها قدراً معيناً من الوقت كل يوم للمراجعة , ستشتري شرائط وأسطوانات كمبيوتر تسمعها في السيارة بل إنك سترتب مجموعات دراسية صغيرة لهذا فإن السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو :
هل إدارة فن التحفيز مهم كأهمية تعلم لغة أجنبية أم لا ؟

بل إن عبارة واضحة لو وضعت بشكل بارز في المنزل أو المكتب يمكن أن يكون لها أثر كبير على حياتك فقد كان "آرنولد شوارنجز" في طفولته يعيش في منزل بإحدى المدن الفقيرة في النمسا وقام والده ببروزة كلمات بسيطة و تعليقها , و كانت هذه الكلمات هي ( السعادة من خلال القوة ) و ليس صعباً عليك أن تدرك كيف كان أثر هذه العبارة على حياة "آرنولد" .

و ذات مرة عندما حضرت ندوة "لويرنز ايرهاند" كان أمامي وقت فراغ – خلال الراحة – و لذلك قمت بكتابة خطاب لنفسي و كتبت فيه كل الأفكار التي أردت أن أتذكرها من الندوة ثم وضعته في مظروف و أخذته معي إلى المنزل و بعد شهر أرسلته لنفسي و عندما فتحته أثناء عملي و قرأته بدا وكأنه تجربة جديدة تماماً.

و قد أعجبت بشدة من مدى فاعلية هذا الأمر بالنسبة لي , بما جعلني أطبق تلك الفكرة في إحدى ندواتي فجعلت جميع الحضور يكتبون الأفكار المهمة التي تلقوها في الندوة و ما هي الأشياء المختلفة عن ذي قبل و التي ينوون فعلها في حياتهم منذ تلك اللحظة و عند انتهائهم من هذه المهمة طلبت منهم أن يضعوا الخطاب في مظروف أعطيتهم إياه و أن يوجهوا الخطاب إلى أنفسهم و أخبرتهم بأنني سأحتفظ بالخطابات معي لمدة شهر و بعد ذلك سأرسلها لهم .

و كانت التقارير التي وصلتني منهم بعد ذلك رائعة فقال بعضهم إن رؤية تلك الأفكار مكتوبة لأنفسهم و بخطهم جعلتهم يتذكرون الندوة كلها وشعروا بنوبة من الإثارة والتزام جديد بالتحرك والعمل.

هل ترغب في أن تذكر نفسك بان تعاملها على قدر أفكارك ؟ هل تريد أن تنصب مصائد و كمائن بصرية بحيث ترى دائماً الكلمات و الأفكار التي تريد أن تتذكرها ؟

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة