قهوتي و كتابي

استخدم حل الخمسة بالمئة


 منذ عدة سنوات حينما بدأت أدرس فكرة تغيير حياتي , مررت ببعض التحولات المزاجية العاطفية , فأعجبت للغاية بفكرة ما عن الشخصية التي يمكن أن أكونها و أبدأ و بسرعة في تغيير نفسي, و بعد ذلك كنت أجد عاداتي القديمة تجرني إلى شخصيتي القديمة مما يجعلني أصاب بحالة من اليأس , و الإكتئاب تستمر أسابيع , و ذلك لاعتقادي أني لا أملك مقومات التغيير , و مع مرور الأسابيع أدركت أن الأشياء العظيمة غالباً ما تصنع ببطء , إذن لم لا يتم صنع الأشخاص العام بنفس الطريقة , و بدأت أدرك أهمية القيام بتغييرات بسيطة هنا و هناك و التي من شأنها أن تأخذني إلى حيث أريد أن أكون .

فلو أردت أن أكون شخصاً يتمتع بصحة جيدة , و لديه عادات أكل جيدة , فسوف أدخل على طعامي سلطة هنا و فاكهة هناك بحيث أؤدي هذه العملية الإبداعية ببطء, و الآن أنا لا آكل تقريباً اللحوم الحمراء , و لكن هذا لم يحدث بمجرد أنني قررت عدم تناولها ذات ليلة , ( فكل مرة حاولت فيها هذا كانت معدتي , والتي كانت دائماً ما تسبق العقل في إصدار الأوامر بداخلي ,  تأمرني بالعودة إلى أكل هذه اللحوم مع أول مرة أشم فيها رائحة لحم مشوي في الحي ).


و قد اشتهر المعالج النفسي الدكتور "ناثانيال براندين" بفاعلية علاجه من خلال استخدام تدريبات إكمال الجملة , فهو يعطي الزبون صدر جملة و يطلب منه أن يكتب , أو يقول من ست إلى عشر نهايات لهذه الجملة , و هو بهذا يعطي الناس الفرصة لأن يجربو أذهانهم بحثاً عن قواهم الكامنة , وإبداعاتهم.

و كنموذج للجمل التي يطلب منك إكمالها من ست إلى عشر مرات : ( لو أنني أضفت خمسة بالمائة من الحس الهدفي على حياتي اليوم ).....

ثم تقوم أنت أو الزبون بإعطاء نهايات سريعة للجملة , و هكذا تعرف ما تفكر فيه و تعرف من داخلك مدى سلطتك و تحكمك في إضافة حس هدفي لحياتك , و من النواحي الرائعة في جمل براندين تلك الناحية المتعلقة بالخمسة بالمائة , فهذا القدر يبدو تغييراً بسيطاً للغاية عندما تنظر إليه , و لكن أنظر إلى ما سينتهي إليه هذا القدر من التغيير , فلو أنك أضفت خمسة بالمائة من الحس الهدفي إلى حياتك كل يوم , فلن يمر عشرون يوماً حتى يكون الحس الهدفي لديك قد تضاعف .

فالأشياء الضخمة يمكن إنجازها من خلال التركيز على عمل بسيط كل مرة , و تذكر كاتبة القصة "آن لا موت" حادثة وقعت في طفولتها كلما تذكرتها ساعدها هذا على التحكم في حياتها , و إعطائها دفعة .

و تقول : ( منذ ثلاثين عاماً كان أخي الذي كان وقتها في العاشرة من عمره يكتب تقريراً عن الطيور حيث كان أمامه ثلاثة أشهر لكتابته و كان عليه أن يسلمه بعدها , و كنا وقتها في منزل الأسرة في يوليناس , حيث جلس مكتوف الأيدي على مائدة المطبخ , و يكاد يبكي – و حوله الأوراق و الأقلام الرصاص و كتب لم تفتح عن الطيور – من فداحة المهمة التي عليه أن ينجزها , ثم جلس أبي بجانبه و وضع ذراعه على كتفه قائلاً له ( خطوة خطوة يا بني , ما عليك إلا أن تأخذ الأمر خطوة بخطوة .)

و عندما نظل كما نحن , فليس السبب في هذا هو أننا لم نجر تغييراً كبيراً بما يكفي , و إنما لأننا لم نفعل أي شيء اليوم يحركنا نحو طريق التغيير .

فإذا ظللت تنظر إلى نفسك على أنك صورة عظيمة تريد أن ترسمها , فإن الرغبة في التغيير السريع كمن يرغب في إنهاء لوحته في عشر دقائق , ثم يضعها بعد ذلك في معرض الفنون .

فلو نظرت إلى نفسك على أنها رائعتك التي ستظل ترسمها , فإن هذا سيجعلك تستمتع بالتغييرات الصغيرة , و أي شيء صغير تفعله بشكل مختلف اليوم سوف يشعرك بسعادة , فلو أنك تريد جسما ً قوياً , ثم صعدت من خلال السلم بدلاً من المصعد , فلتبتهج , لأنك تتحرك في اتجاه التغيير .
و إن كنت تريد أن تغير نفسك , فحاول أن تجعل التغييرات بسيطة قدر الاستطاعة , فإذا أردت أن تجعل من نفسك صورة عظيمة , فلا تخف من استخدام اللمسات الصغيرة للفرشاة .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة