فلو أردت أن أكون
شخصاً يتمتع بصحة جيدة , و لديه عادات أكل جيدة , فسوف أدخل على طعامي سلطة هنا و
فاكهة هناك بحيث أؤدي هذه العملية الإبداعية ببطء, و الآن أنا لا آكل تقريباً
اللحوم الحمراء , و لكن هذا لم يحدث بمجرد أنني قررت عدم تناولها ذات ليلة , ( فكل
مرة حاولت فيها هذا كانت معدتي , والتي كانت دائماً ما تسبق العقل في إصدار
الأوامر بداخلي , تأمرني بالعودة إلى أكل
هذه اللحوم مع أول مرة أشم فيها رائحة لحم مشوي في الحي ).
و قد اشتهر
المعالج النفسي الدكتور "ناثانيال براندين" بفاعلية علاجه من خلال
استخدام تدريبات إكمال الجملة , فهو يعطي الزبون صدر جملة و يطلب منه أن يكتب , أو
يقول من ست إلى عشر نهايات لهذه الجملة , و هو بهذا يعطي الناس الفرصة لأن يجربو أذهانهم
بحثاً عن قواهم الكامنة , وإبداعاتهم.
و كنموذج للجمل
التي يطلب منك إكمالها من ست إلى عشر مرات : ( لو أنني أضفت خمسة بالمائة من الحس
الهدفي على حياتي اليوم ).....
ثم تقوم أنت أو
الزبون بإعطاء نهايات سريعة للجملة , و هكذا تعرف ما تفكر فيه و تعرف من داخلك مدى
سلطتك و تحكمك في إضافة حس هدفي لحياتك , و من النواحي الرائعة في جمل براندين تلك
الناحية المتعلقة بالخمسة بالمائة , فهذا القدر يبدو تغييراً بسيطاً للغاية عندما
تنظر إليه , و لكن أنظر إلى ما سينتهي إليه هذا القدر من التغيير , فلو أنك أضفت
خمسة بالمائة من الحس الهدفي إلى حياتك كل يوم , فلن يمر عشرون يوماً حتى يكون
الحس الهدفي لديك قد تضاعف .
فالأشياء الضخمة
يمكن إنجازها من خلال التركيز على عمل بسيط كل مرة , و تذكر كاتبة القصة "آن
لا موت" حادثة وقعت في طفولتها كلما تذكرتها ساعدها هذا على التحكم في حياتها
, و إعطائها دفعة .
و تقول : ( منذ
ثلاثين عاماً كان أخي الذي كان وقتها في العاشرة من عمره يكتب تقريراً عن الطيور
حيث كان أمامه ثلاثة أشهر لكتابته و كان عليه أن يسلمه بعدها , و كنا وقتها في
منزل الأسرة في يوليناس , حيث جلس مكتوف الأيدي على مائدة المطبخ , و يكاد يبكي –
و حوله الأوراق و الأقلام الرصاص و كتب لم تفتح عن الطيور – من فداحة المهمة التي
عليه أن ينجزها , ثم جلس أبي بجانبه و وضع ذراعه على كتفه قائلاً له ( خطوة خطوة
يا بني , ما عليك إلا أن تأخذ الأمر خطوة بخطوة .)
و عندما نظل كما
نحن , فليس السبب في هذا هو أننا لم نجر تغييراً كبيراً بما يكفي , و إنما لأننا
لم نفعل أي شيء اليوم يحركنا نحو طريق التغيير .
فإذا ظللت تنظر
إلى نفسك على أنك صورة عظيمة تريد أن ترسمها , فإن الرغبة في التغيير السريع كمن
يرغب في إنهاء لوحته في عشر دقائق , ثم يضعها بعد ذلك في معرض الفنون .
فلو نظرت إلى
نفسك على أنها رائعتك التي ستظل ترسمها , فإن هذا سيجعلك تستمتع بالتغييرات
الصغيرة , و أي شيء صغير تفعله بشكل مختلف اليوم سوف يشعرك بسعادة , فلو أنك تريد
جسما ً قوياً , ثم صعدت من خلال السلم بدلاً من المصعد , فلتبتهج , لأنك تتحرك في
اتجاه التغيير .
و إن كنت تريد أن
تغير نفسك , فحاول أن تجعل التغييرات بسيطة قدر الاستطاعة , فإذا أردت أن تجعل من
نفسك صورة عظيمة , فلا تخف من استخدام اللمسات الصغيرة للفرشاة .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة