قهوتي و كتابي

اكتب قائمة بحياتك



لا تتردد أبداً في الجلوس مع نفسك و كتابة القوائم , فكلما كتبت الأشياء , أصبح بمقدورك أن ترسم مستقبلك , و هناك أسطورة تقول أن القوائم تجعل الأشياء عديمة القيمة , و لكن الحقيقة هي أن تلك القوائم تفعل العكس , فهي تجعل الأشياء ممتعة .

لديّ صديق كتب قائمة بكل الأشياء الإيجابية في حياته و التي أمكنه تذكرها , ووضع في هذه القائمة كل ميزة و إنجاز يتذكره في  حياته , و يشعر نحوه بفخر , و هو يحمل هذه القائمة في حقيبته و يقول أنه كثيراً ما يقرأ فيها عندما يشعر بإحباط , و يقول : " حينما أرى كل هذه الأشياء مكتوبة , أقرأها مرة كل حين , أستطيع أن أغير موقفي تماماً من الإحباط إلى الشعور بالإيجابية في نفسي ".

كما أن كتابة الأهداف , و الأغراض هذا هو أحد المحفزات الذاتية الفعالة , فلكي تدخل اجتماعاً و أنت تعرف في ذهنك ماذا تريد أن تحققه في هذا أمر يختلف كثيراً عما لو كتبت هذه الأشياء التي تريد تحقيقها , لأن هذا سيشعرك بمزيد من القوة , و هناك شيء في الكتابة يجعل الشيء الذي تكتبه أكثر واقعية بالنسبة للجانب الأيمن من عقلك .


و أحياناً ما يسافر صديقي نايب إلى فنيكس , ليقضي يومه في الحديث معي و أنا و نايب بيننا صداقة حميمة منذ أن كنا في الكلية , و هو مثلي يتمتع بروح دعابة غير عادية , و لقاءتنا معاً بعيدة كل البعد عن الترتيب و التنظيم , حيث نتناول أموراً لا رابط بينها و نتحدث عن كل شيء في الدنيا .
مع هذا ,  فإني ألاحظ أنه كثيراً ما يأتي و معه قائمة .

ففي الأيام التي تسبق لقائي به كان يكتب الموضوعات التي يريد أن يتأكد من تذكرها ليتحدث معي بشأنها أثناء لقائنا , و حيث أن حواراتنا تكون مفتوحة إلى حد كبير , فإن القائمة تصبح ذات قيمة هائلة بالنسبة له , و لذلك فإنه في اليوم التالي لا يجد داعياً أبداً لأن يتصل بي  , و يحاول مناقشة  شيء عبر الهاتف كان من الأفضل كثيراً أن نناقشه في مقابلتنا .

و لو أنك جربت من قبل التسوق في محل بقالة استعداداً لإحدى المناسبات الكبرى دون أن يكون معك قائمة تسوق , فستعرف أن هذا التسوق يمكن أن يكون كالكابوس , لقد تعلم معظم الناس أن لا يتسوقوا بهذا الشكل , وقد تعلمت أنا من خلال التجربة , و الخطأ أن مثل هذا التسوق قد يضطرني إلى العودة عدة مرات إلى المتجر لآتي بالأشياء التي نسيتها .

إذن . . فلماذا لا يطبق الناس نفس هذا المبدأ على حياتهم ؟ و معظم الناس يقضون وقتاً في التخطيط للرحلات أكثر مما يقضون في التخطيط لحياتهم , و ذلك لأنهم لا يعرفون أنهم لو لم يكتبوا قائمة و نسوا شيئاً نتيجة لهذا , فإن هناك من سيصفهم بالغباء .

و لكن أليست الحياة مهمة كالرحلات ؟

ابدأ بكتابة قائمة بكل الأشياء التي تريدها قبل أن تموت , ثم احفظ القائمة في مكان ما يكون في المتناول , بحيث يمكنك أن تنظر إليها و تضيف لها .

ثم اكتب قائمة بالناس الذين في حياتك و تريد أن تظل قريباً منهم و على اتصال بهم , فالصداقة شيء ثمين إذن لماذا تسمح لنفسك بنسيانها ؟ و قد يبدو من الغباء أن تكتب قائمة بأصدقائك , و لكنك ستندهش لكيفية أن هذه القائمة ستذكرك بالأشخاص المهمين لك و تحفزك على أن تظل على اتصال بهم .

و صديقي المؤلف تيري هيل هو أحد أعظم كاتبي القوائم على مر العصور , إذ أن لديه قائمة بكل كتاب قرأه , و كل قصيدة قرأها و أشياء أخرى كثيرة لا أعرف شيئاً عنها , و هذا من شأنه أن يعطي حياته حساً تاريخياً و يصبغها بالعمق و يجعل منها حياة هادفة.

و لا داعي لأن ننتظر حتى نصبح مشهورين , و يكتب تاريخنا شخص آخر , فبإمكاننا أن تكتب تاريخنا أثناء حدوثه .

و عندما نضع قائمة بأهدافنا , فإننا بهذا نكتب تاريخنا قبل أن يحدث , لقد بدأ مسؤول الإعلانات الأسطوري "ديفيد أوجيلفي" وكالة الإعلانات المملوكة له بأن قام بوضع قائمة بالعملاء الذين يريد أن يتعامل معهم في المقام الأول و هم جينرال "فودر إخوان ليفرز , يرستول مايرز" , شركة كاميل سوب , شيل أويل , و في هذا الوقت كان هؤلاء هم أكبر عملاء الإعلانات في العالم و لم يكن أحدهم يتعامل معه , و لكنه استطاع أن يجعلهم عملاء له , و يرجع ذلك إلى حد ما , إلى أنهم كانوا في قائمته .

يقول أوجيفلي " لقد استغرق هذا وقتاً , ولكنني في الوقت المناسب حصلت عليهم كلهم ."

و الهدف يكتسب قوة عندما تكتبه , و يكتسب المزيد من القوة مع كل مرة تكتبه.

و ينبغي أن تكون الأشياء التي تحفزك في حياتك مكتوبة بخط يدك , و كثيراً ما ينشد الناس التحفيز فيما يكتبه الآخرون , و لو أنك أصبحت واضع قوائم جيداً , فسوف تعرف كيف تحفز نفسك من خلال ما تكتبه أنت .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة