فلقد رأيت في
حلمي أنني أستلقي عليها ليلاً , لأرى إلى أي مدى ستطير بي أحلامي , حيث يعتمد
ارتفاعي في الطيران على ما قضيت نهاري أصنعه في كومة الأغصان , فكلما كان الضغط
أكثر , كلما زاد ارتفاعي .
و بعد أن فكرت في
هذا الحلم بعد ذلك بأيام قررت أن أضاعف من السير , و قررت أن الحلم
المتكرر كان هو الطريقة التي اختارها عقلي الباطن ليخبرني من خلالها – بشكل مهم –
بشيء يتعلق بمدى الفرق الذي يحدثه المشي , شيء يتعلق بالأكسجين الذي يدخل لجسمي .
فالمشي سيكون
عملاً أقوم به و أنا مستيقظ . كما انه سوف يدفع مزيداً من الأكسجين إلى رئتي , و
سأصبح إلى حد كبير مثل مدرب كرة القدم العظيم "اموس الوتزوستاج" و الذي
عاش إلى ان وصل مائة و ثلاثة أعوام , و عندما سئل كيف عاش إلى هذا العمر ( حيث كان
متوسط العمر حينها 65 عاماً) أجاب " خلال الجزء الأكبر من حياتي عكفت على
الجري و غيره من التدريبات القوية التي كانت تدفع قدراً هائلاً من الأكسجين إلى
جسمي "
فما كان مني إلا
أن زدت من المشي لأرى ما سيحدث لو أن رأتيّ أصبحتا فراشي . و بدأت بالفعل أصبح
أكثر سعادة , استمتاعاً أكثر بحياتي , كما أصبحت أكثر تحفزاً .
و بينما كنت أمشي
كنت أتساءل : ماذا لو ان الحياة تعيش حولنا كالهالة ؟ ماذا لو كانت الحياة سحابة
من الطاقة تعيش من حولنا خارج أجسامنا تنتظر دائماً من يستنشقها و يدفعها مباشرة
إلى الروح؟؟ ماذا لو انني عندما تنفست بعمق , استنشقت روحي ؟ و حصلت على طاقة
تساعدني على الحركة , طاقة كسلاح مدمر يقضي على أحد مشاكلك الخارجة عن نطاق سيطرتك
.
ماذا لو ان حل
المشاكل الخارجية عندك كان بداخلك ؟
و يذكر
"كديباك كوبرا" إحدى الحكم الهندية التي لا يعرف من قائلها , وذلك في
سياق إشارته إلى قرب هلاك البشرية "إنك تعتقد أنك تحيا في هذا العالم في حين
أن العالم هو الذي يعيش فيك "
و هناك العديد من
الكتب العملية الآن يشير إلى المخ البشري على أنه "الكون ذوالثلاثة
أرطال" , و عندما يتحرك الجسم , يتحرك معه المخ و بالتالي العالم الداخلي , و
عندما تمشي فأنت بذلك تنظم عقلك سواء أردت , أم لم ترد .
و سرعان ما ستدرك
أن هناك ارتباطاً بين العقل و الجسم , و حينما قال اليونانيون "إن سر الحياة
السعيدة هو العقل السليم و في الجسم السليم " إنما توصلوا بهذا إلى حقيقة
قوية و فعالة .
و أحاول دائماً
أن أثني نفسي عن هذه الحقيقة مرات عديدة كل أسبوع , فأقول لنفسي "إنني مجهد
للغاية و لا أقدر على التدريب , إن لدي إصابة , إنني لم أنل قسطاً كافياً من النوم
, لا بد أن أستمع لصوت جسدي , و سوف أحرم أبنائي من الوقت المهم الذي يحتاجون فيه
أن يكونوا معي لو انني بشكل أناني خرجت لجولة طويلة من المشي " .
و لكني دائماً
أكون بحال أفضل إذا اخترت المشي , بل إن ذلك يحسن من علاقتي بأطفالي لان المشي
يأخذني إلى روحي .
و لهذا لا أستطيع
أن أستغني عن المشي , و لا يمكنني التظاهر بأنه لا علاقة له بالروح . لأنه هو
الأسلوب الذي أصل به إلى الحقيقة , فمن خلاله أسحب العالم من حولي ليصبح تحت قدمي
, و مع تحول العالم وانقلابه تتسرب الأكاذيب بعيداً عن العقل إلى حيث الفضاء , و
عندما يصبح العقل كذلك , فهذا صحيح .
كما إنني أحتفظ
في ذهني بإيقاع أغاني المشي مثل : فانس دوميتو , ريكي نيلسون , نين ييرز افتر ,
إنني أمشي . نعم حقا . إنني عائد لمنزلي .
و هناك شيء في
المشي يجمع بين الاضرار , بين النشاط , و الاسترخاء , و هذا التناقض الظاهري هو
نفسه الذي يخلق التفكيرالكلي للمخ كما يجمع بين العزلة و الاندماج في العالم فأنت
وحدك و لكنك تمشي في وسط الناس .
و هذا الجمع بين
الاضطراب يعمل على تنشيط الانسجام الضروري بين العقل الأيسر و الأيمن , بين الطفل
و البالغ , بين الذات العليا و الحيوان , فهنا تظهر لك الحلول , و تصبح الحقيقة
جمالاً .
كما يمكنك أنت
أيضاً أن تمشي كيفما تشاء , و قد يكون مشيك رقصاً , أو سباحة , أو جرياً , أو لعب
"راكيت" , أو ملاكمة , أو تدريبات أيروبيك , و لكنها كلها شيء واحد ,
فكلها طرق لتحريك الجسم هنا و هناك كاللعبة و مد الروح بالأكسجين في أثناء هذا .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة