قهوتي و كتابي

استمتع أكثر



هناك فارق كبير بين السعادة و المتعة , فعندما يتضح الفرق , يمكنك أن تسرع أكثر نحو حياة تتمتع بالتركيز و الطاقة .

و أحسن من وصف هذا الفرق هو "ميهالي" في كتبه المتعددة عن "الاندماج" , و هي تلك الحالة النفسية  التي نصل إليها حينما يختفي عنصر الوقت و نصبح مندمجين تماماً فيما نفعله .

و يفرق ميهالي بين ما تفعله للحصول على السعادة ( كالجنس الروتيني و الأكل و الشرب . . . . .الخ) و بين ما تفعله من أجل المتعة , فالمتعة شيء أعمق , فهي دائماً ما تستلزم استخدام مهارة و مواجهة تحد ما .

و لذلك فإن ركوب البحر و تنظيم الحدائق , و الرسم , و لعب البولنج أو الجولف , أو الطهي , وغي هذا من الأنشطة المشابهة التي تستلزم مهارات في مواجهة تحد ما . . . هذا هو ما يشكل المتعة .


و الناس الذين يتضح لهم هذا الفرق يبدؤون في إضفاء مزيد من المتعة على حياتهم , و يصلون إلى تلك الحالة النفسية التي يشعر فيها المرء بالسعادة , و الإشباع و التي تسمى "الإندماج" , فزيادة المهارات والسعي وراء التحديات لاستخدام تلك المهارات هو ما يؤدي إلى حياة ممتعة.

و هناك قصص و حكايات كبيرة عن الفائزين باليانصيب الذين يبتهجون عندما يفوزون , و لكن حياتهم تتحول إلى كابوس بعد حصولهم على هذا المال الجاهز غير المكتسب بالكد و العمل ( دون تحد أو مهارة ) , و هذه اليانصيب تبدو هي الحل بالنسبة للناس , لأنهم يربطون المال بالسعادة , و لكن المتعة الحقيقية في المال تأتي إلى حد ما من اكتسابه , و الذي يستلزم مهارة و تحدياً .

و عادة ما نشاهد التلفزيون طلباً للسعادة , و لهذا فقليل جداً من يستطيعون أن يتذكروا ( أو يستغلوا) أياً من الساعات الثلاثين التي شاهدوا فيها التلفزيون خلال الأسبوع الماضي , و عند مشاهدة التلفزيون لا يكون هناك هذا الخليط من المهارة و التحدي .

قارن بين آثار هذه السعادة التي تصيب بالبلادة و التي تحصل عليها من مشاهدة التلفزيون , و ما يحدث عندما تمضي نفس القدر من الوقت و أنت تعد عشاء لأصدقائك و أقاربك , فعندما نعود بذاكرتنا إلى هذا الحدث , فتذكر بوضوح شديد كل حدث أثتاء الاعداد .

و من أكثر الأشخاص التحفيزيين الذين أعرفهم هي "مارثا ستيورات" , فقد كانت متمكنة للغاية في مفهوم المتعة , ففي مجلات و شرائط الفيديو التي تنتجها تحتفي بالطهو , و تنظيم الحدائق و مهارات التسلية المنزلية , و أنا أرى أن الحماسة المعدية لهذه السيدة للأشياء التي تستمتع بها و تعملها لغيرها جعلها من أبطال التفاؤل الحقيقيين في هذه الأيام , فلو أنك شعرت بنسيان كيفية الاستمتاع بمنزلك , أو حديقة منزلك , أو مطبخك , فاشتر أحد شرائطها , و اسمح لها بأن تحفزك .

و بإمكانك أن تزيد من تحفيزك لذاتك لو أنك تعلمت أن تكون أكثر وعياً بالفارق العميق بين السعادة و المتعة .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة