قهوتي و كتابي

ضع مكتبتك على عجلات



إن واحداً من أعظم فرص التحفيز اليومي يكمن في أسلوبك في استغلال وقت القيادة.
فلم يعد هناك أي عذر في اعتبار الوقت الذي تقضيه في السيارة وقت كبت يبعث على الإحباط, أو أنه وقت غير محفز فمع هذا التعدد الهائل في الشرائط السمعية والأسطوانات أصبح بإمكانك أن تستخدم وقتك أثناءالطريق كي تتعلم وتحفز نفسك في نفس الوقت.

وعندما تستخدم وقتك في السيارة بمجرد الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو في لجنة المرور فإنك بذلك تقوض إطارك العقلي بل وأيضاً فإن الاستماع لفترة طويلة من الوقت إلى البرامج الاخبارية المثيرة تجعلنا نكون صورة مشوهة للحياة.

فالبرامج الجديدة اليوم لها هدف واحد وهو أن تصدم المستمع أو أن تثير فيه الحزن ولهذا تبحث هذه البرامج عن أكثر القصص ابتذالاً ورعباً في الولاية أو الدولة وتجدها بالفعل.

وليس هناك شيء في هذا فليس هذا الأمر لا أخلاقياً إذ أنه يغذي فهم العلاقة للأخبار السيئة فهو بالضبط ما يريده الناس أي أن في أحد جوانبه خدمة مقدمة للناس.


ولكن هذا الأمر يصل إلى أقصى درجات الضرر عندما يصدق المستمع العادي لمذياع السيارة أن كل هذه الأخبار السيئة هي انعكاس حقيقي وعادل لما يحدث في العالم, وهذه ليست هي الحقيقة وإنما هي أخبار اختيرت عن قصد لتغذية البرامج بالإثارة وجعل الناس يستمرون في الاستماع فهي أخبار المقصود منها بث الخوف وذلك لأن الشخص الخائف يكون أكثر انتباهاً وهذا ما يريده المعلنون.

فإذا تمتعنا بالانتقامية في أسلوب برمجة أذهاننا أثناء القيادة, فإننا سنحقق تقدمين مثيرين في ناحيتين مهمتين هما المعرفة والتحفيز فهناك الآن مئات من سلاسل الكتب السمعية عن التحفيز الذاتي وكيفية استخدام الانترنت وعن الصحة وتحديد الأهداف وعن كافة الموضوعات المهمة التي نحتاج للتفكير فيها إذا أردنا أن نتطور.

وقد قال "ايميرسون" ذات مرة: "إننا نتحول إلى ما نفكر فيه طوال اليوم" وقد سمعت هذه الجملة للمرة الأولى منذ عام مضى عندما كنت أقود سيارتي وأنا أستمع إلى برنامج سمعي "لأيرل نانيتجيل" فإذا تركنا ما نفكر فيه للصدفة أو إلى محطات الإثارة الإذاعية فإننا فقدنا بهذا قدراً كبيراً من تحكمنا بعقولنا.

والكثير من الناس اليوم يقودون لفترة طويلة وقد قدر أنه من خلال الكتب السمعية التحفيزية والتعليمية يمكن لقائدي السيارات أن يحصلوا على ما يوازي ما يعطى بأحد الفصول الدراسية في الجامعة خلال ثلاث أشهر للقيادة وفي معظم المكاتب هناك مساحات كبيرة مخصصة للكتب السمعية وعلى مواقع بيع الكتب على الانترنت يمكنك أن تجد أفضل وأحدث الكتب السمعية.

هل كل برامج التحفيز فعالة؟ لا؛ فمنها ما لا يحفزك بالمرة ولذلك من الأفضل أن نقرأ آراء العملاء على الإنترنت قبل شراء أي برنامج سمعي.

ومع هذا فهناك أوقات كثيرة كان لشرائط التحفيز السمعية – التي أقوم بتشغيلها في سيارتي – أثر إيجابي على إطاري العقلي وقدرتي على الحياة والعمل بحماسة.

وهناك لحظة تعلق في ذهني أكثر من غيرها على الرغم من كثرتها, فقد كنت ذات مرة أقود سيارتي مستمعاً إلى السلسلة السمعية الكلاسيكية "لوين داير" "كيف تختار عظمتك" وفي نهاية مناقشة طويلة ومثيرة عن عدم ربط السعادة بأي شيء مادي موجود في المستقبل قال "وين": "ليس هناك طريق إلى السعادة فالسعادة هي نفسها الطريق."
وهذه الفكرة ترسخت في ذهني ولم تبرحه بعد ذلك, وليس "وين" هو من جاء بهذه الفكرة ولكن تقديمه اللطيف المفعم بالبهجة الصافية, والخالي من التكلف غيرني حيث لم يغيرني أي مجلد قديم عن الحكمة, وهذه الحكمة هي إحدى مميزات أسلوب التعلم السمعي: إنها تحاكي تجربة حميمة للغاية بين شخصين.

وهناك الكثير من المحفزين غيرت شرائطهم حياتي وسوف تجد أنت محفزك المفضل ومن بين من أُفضلهم أنا "وين داير, ماريان ويليامسون, باريرا شيمر, توم بيترز ناثانيال براندين ايريل ناينجيل, الان واتس, انتوني روبنسون"

فليس ضرورياً أن تخصص وقتاً للذهاب للقراءة في المكتبة. انس المكتبة فأنت بالفعل تقود واحدة.

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة