معظم الناس
يعتقدون أنهم سيستريحون لو أنهم حققوا هدفاً ما, فهم يعتقدون أن السعادة موجودة
هناك في مكان ما, فقد لا تكون بعيدة للغاية ولكنها هناك بعيدة عنهم.
والمشكلة في
الإبطاء وأنت تشعر بالرضا عن نفسك حتى تحقق هدفاً ما, إن هذا الهدف لا يتحقق أبداً
وبالتالي فإن ربط سعادتك بشيء لا تملكه حتى الآن نوع من الإنكار لقدرتك على خلق
سعادتك بنفسك.
وكثير من الناس
يستخدمون عدم سعادتهم الشخصية كأداة ودليل على إخلاصهم وعطفهم, ولكن الأمر مختلف
كما أشار إليه "باري كوفمان" بشكل بليغ (الحب هو أن تكون سعيداً مع من
تحب) وليس من الضروري أن تكون غير سعيد فيمكن أن تكون سعيداً وفي نفس الوقت
عطوفاً.
وفي الحقيقة, فإن
حبك للشخص – بينما أنت غير سعيد – لا يبدو حباً على الإطلاق.
ويقول المعلم
الروحي الأمريكي "ايميت فوكس"
(الحب يقوم بالدور)
وقد تحدث معي
"فريد نايب" مؤخراً عن كيفية تعلم البشر استخدام السعادة وإساءة
استخدامها, وقال لي: (إنه أعد لي قائمة بالأسباب السرية لاعتقاد الناس أنه ينبغي
عليهم أن يشعروا بعدم السعادة)
ويقول: (إن لم
أشعر بسعادة فهذا يثبت أنني شخص جيد) أو ( إن لم أشعر بسعادة فأنا مسؤول, إن لم
أشعر بسعادة فأنا لا أؤذي أحداً, إن لم أشعر بسعادة فهذا يعني أنني مهتم وربما عدم
شعوري بالسعادة يثبت أنني واقعي كما يعني هذا أنني مشغول بشيء.)
فهذه القائمة
تعطينا حافزاً قوياً لأن نكون غير سعداء, ولكن "ويرنز ايرهاند" رائد
التحول الذاتي كان دائماً ما يقول في ندواته المشهورة: ( إن السعادة مكان تأتي منه
لا أن تحاول الذهاب إليه).
لقد شاهدت ذات
مرة "لاري كيند" يعقد لقاءً "ويرنز ايرهاند" عبر القمر
الصناعي من روسيا حيث كان ايرهارد يعيش ويعمل, وقد تذكر "ايرهارد" أنه
قد يعود سريعاً إلى أمريكا وسأله "لاري" ما إذا كانت عودته إلى بلده
ستسعده.
فتوقف
"ايرهارد" قليلاً وهو لا يشعر بارتياح لأنه – طبقاً لنظرته في الحياة –
( ليس هناك ما يجعلنا سعداء), ولكنه قال في النهاية: ("لاري" إنني سعيد
بالفعل وذلك لن يجعلني سعيداً لأنني آتي من سعادتي إلى كل ما أفعله).
فالسعادة حق
وراثي, ولا ينبغي أن تعتمد على تحقيقك لشيء ما, فابدأ بالمطالبة بها واستخدمها
لجعل التحفيز الذاتي متعة طوال الطريق وليس فقط في نهايته.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة