إذن.. لماذا أرى
أنه ليس لدي قوة إرادة؟ هل هذه رغبة مضللة لحماية نفسي؟ هل هناك ما سيعود عليّ من
جراء قولي أنه ليس لدي قوة إرادة؟ فربما لو أنكرت تماماً وجود قوة الإرادة فلن
أكون مسؤولاً عن تنميتها, فهي بعيدة عن حياتي.. يا لها من راحة.
ولكن هنا تكمن
المأساة النهائية, يعد تطور واستخدام قوة الإرادة هو الوسيلة التي توصل إلى السعادة والقوة الدافعة
لكل ما أمتلك و باختصار يمكن القول إنه بأنكار وجود قوة الإرادة فإنني بذلك أقضي
على جذوة روحي.
وهناك العديد من
الناس يعتقدون أن قوة الإرادة وضبط التفس يعدان شيئاً يشبه نوعاً من عقاب الذات,
وبإضفاء هذا المعنى التضميني السلبي لضبط النفس أو قوة الإرادة فإنهم يفقدون
الحماس لقيامهم بتطويره ولكن المؤلف "ويليام بينيت" يوضح لنا طريقة
مختلفة للتفكير بشأن ضبط النفس, إنه يشير في كتابه بعنوان "كتاب القيم"
إلى أن ضبط النفس يعود في الأساس إلى كلمة "النظام" بمعنى الانضباط.
فإذا كنت منضبط
النفس فإنك قد قررت ببساطة لأن تصبح الضابط لنفسك فيما يختص بالإرادة.
وبمجرد اتخاذ مثل هذا القرار فإن مغامرتك في الحياة تصبح مشوقة بشكل أكبر, إنك تنظر إلى نفسك باعتبارك شخصاً أقوى وبذلك تكتسب صفة احترام الناس.
لقد تعود
الفيلسوف الأمريكي "رالف والدو" على أن يتحدث عن محاربي جزيرة ساندويتش
الذين اعتقدوا أنهم عندما كانوا يقتلون واحداً من أعدائهم من رجال القبائل فإن
شجاعة ذلك الرجل الميت كانت تتغلغل إلى داخل جسم المحارب. يقول "رالف"
(إن نفس الشيء يحدث لنا عندما نقاوم الإغراء, فتتغلغل قوة هذا الإغراء الذي نقاومه
إلى داخلنا وبذلك نقوم بزيادة قوة إرادتنا).
عندما نقوم بمقاومة إغراء بسيط فإننا نكتسب قوة بسيطة
وعندما نقاوم إغراء جبار فإننا نقاوم إغراءً جباراً فإننا نكتسب قوة هائلة.
لقد أكد
"ويليام جيمس" على أننا نقوم بعمل شيئين على الأقل يومياً لا لحب القيام
بأدائهما – لمجرد أننا لا نريد أداءهما – بل لمجرد الحفاظ على حيوية قوة الإرادة
وبأداء ذلك فإننا نحافظ على وعينا بإرادتنا الذاتية.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة