قهوتي و كتابي

دع نجومك تضيء



"تيري هيل" كاتب سافر إلى جميع أنحاء العالم و قد ابتدأت صداقتي به منذ أن قابلته و نحن في الصف السادس "بيريمنجهام بميتشجن"

و في قصته القصيرة (المقاهي إعاقة ) تظهر شخصية ذكية تسمى "جو ورنز" و الذي يحب أن يحكي القصص عن سباق الخيول.

و يحكي "جو ورنز" قصته حينما كان في غرفة الصحفيين في بيلمونت حينما حصل "سكرتاريته" على التاج الثلاثي لفوزه في السباقات الثلاثة بفارق قدره 31 طول.

و بينما كان "سكرتاريت" يسير على مضمار السباق نظرت بجانبي إلى كل أولئك الصحفيين المخضرمين لأجد الدموع تنزل على وجناتهم كالأطفال ( و لا شك أنني لم أستطيع أن أرى بوضوح بسبب الدموع التي في عيني و كنت وقتها في الثالثة و العشرين من عمري , و كانت هذه هي أول مسابقة أحضرها للتاج الثلاثي, تخيل هذا .)

و قد قربتني هذه القصة أكثر للسؤال الذي طالما ألحّ عليّ طوال حياتي. لماذا نبكي عندما
نرى إنجازاً ضخماً ؟ لماذا نبكي عندما في حفلات الزفاف ؟ لماذا أبكي عندما تقفز بنت عمياء بفرسها في فيلم "القلوب البرية لا يمكن أن تنكسر" ؟ أو عندما يكسب الجبارون المباراة في فيلم "تذكر الجبارين" ؟ لماذا بكى أولئك الصفيون عندما رأوا ذلك الحصان يكسب بفارق 31 طول؟

إليك نظرتي: إننا من أجل الفائز بداخل كلٍّ منا , ففي هذه اللحظات المؤثرة نبكي لأننا متأكدون أن هناك شيئاً داخلنا يمكن أن يكون عظيماً بقدر العظمة التي نشاهدها , وفي هذه اللحظة نحس أن بداخلنا عظمة كتلك التي نراها و لكنها غير مستغلة , و لذلك لأننا نعرف أن هذه العظمة غير متحققة في الواقع , فبإمكاننا أن نكون مثل هذا الذي نراه ولكننا لسنا كذلك .

و يقوم "تيري هيل" بإلقاء كلمات عن الإبداع و قد فاز خلال سنوات عمله بالإعلانات و العلاقات العامة بجوائز لا تحصى كما هو متوقع فهذا الرجل يقدم في هذه الكلمات بعض الوصفات المعقدة و العلمية للإبداع , و لكنه ينهي كل كلماته بقول إنه من السهل أن يكون المرء مبدعاً فكل ما عليك فعله هو أن ( تدع نجومك تضيء , بهذا يمكنك أن تستغل ما هو غير مستغل فيك . )

و يشير في هذا الصدد كتاب "سيمور" مقدمة و الذي كتبه "ج.د.ساليجر" حيث يكتب خطاباًً إلى أخيه الذي اختار أن يحترف الكتابة , و يقول "سيمور" لأخيه : ( إن الكتابة كانت دائماً أكثر من مجرد مهنة و إنما كانت إلى حد كبير كدين بالنسبة لك) و هو يقول إن أخي يسأل سؤالين عميقين عما كان يكتبه و ذلك حين وفاته , الأول هو (هل تركت نجومك تضيء ؟) و الثاني : ( هل انشغلت بكتابة كل ما كان في قلبك ؟)

و ينصح "تيري هيل" جمهوره في موضوع الإبداع أن يتأكدوا من أنهم أظهروا كل نجومهم , و هو بهذا إنما يريد أن يقول لهم بأن يدعوا ما بداخلهم من نجوم تضيء طواعية و أن لا يقسروها قسراً , فما عليك إلا أن تتركها تضيء .

و على الرغم من أن جمهور "هيل" عادةً ما يكون من العاملين في مجال الإعلانات و المؤلفين , فإن نصائحه تنطبق علينا جميعاً , فحياتنا هي حياتنا نشكلها كيف نشاء . هل نريد أن نشكلها بشكل باهت , أو نريدها حياة تغرس فينا الحماس و الإثارة ؟ و عندما نكتب خططنا و أحلامنا فلا بد أن نكتب كل ما في قلوبنا فمن رام النجوم لا بد أن يكون برِّيًّا بعض الشيء , فالقلب لا يمكن أن ينكسر .


ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة