اجعل من يومك رائعة من الروائع

ينظر معظمنا إلى حياته على أنها حياة تراكمية , فكل منا ينظر إلى حياته على أنها مرتبطة ببعضها كقطار بضاعة طويل ينفس دخاناً..

بحيث يمكننا أن نضيف له عربات بضاعة جديدة عندما نشعر أننا على ما يرام وتفرغ العربات الأخرى في محطة تفرغ فرعية إذا كان شعورنا خلاف ذلك .

أما عندما قال والد أسطورة السلة "جون وودين" له: ( اجعل كل يوم في حياتك رائعاً ) أراد  "وودين" شيئاً عميقاً أن الحياة الآن و ليست بعد الآن و كلما نومنا أنفسنا تنويماً مغناطيسياً بحيث نعتقد أن لدينا كل الوقت في العالم الذي يكفينا لنفعل ما نريده سرنا و نحن نائمون بعيداً عن أهم فرص الحياة , فالتحفيز الذاتي إنما ينبع من الأهمية التي نعطيها ليومنا الذي نعيشه .

و قد كان"جون وودين" أنجح مدرب سلة في دوري الجامعات , فقد فازت فرقه بعشر بطولات قومية على مدار اثنى عشر عاماً , و قد كون "وودين" قدراً كبيراً من فلسفته الحياتية و التدريبية من فكرة واحدة – جملة واحدة قالها له أبوه عندما كان صغيراً – ( اجعل كل يوم رائعتك )

و بينما يحاول غيره من المدربين أن يوجهوا اهتمام لاعبيهم إلى المباريات المهمة المستقبلية نجد أن "وودين" كان دائماً ما يركز على ( اليوم ) , فقد كانت جلسات التدريب بنفس أهمية أي مباراة في البطولة , و طبقاً لفلسفته ليس هناك داعٍ لكي لا تجعل من اليوم ( أكثريوم تفتخر به في حياتك أي تجعل منه رائعتك . ليس هناك داعٍ لكي تلعب بجد في التدريب كما تفعل في المباراة , فقد أراد من كل لاعب أن يذهب لينام كل ليلة هناك وهو يقول ( اليوم كنت في أحسن حالاتي )

ومع هذا نجد ان معظمنا لا يريد ان يكون بهذه الطريقة فإذا سألنا شخصاً ما إذا أمكنه استخدام هذا اليوم كنموذج نحكم به على كل حياتنا , فسوف يصيح قائلاً : ( لا إنه يوم من أفضل أيام حياتي . أعطني عاماً أو اثنين , وسوف أعيش يوماً يمكن أن أجعله نموذجاً لحياتي . )

فمفتاح التحول الشخصي يكمن في رغبتك بفعل الأشياء الصغيرة للغاية و لكن اليوم فالتحول ليس لعبة الكل وإلا لا شيء فهو عمل مستمر فلمسة صغيرة هنا ولمسة صغيرة هناك تجعل يومك ( وبالتاي حياتك ) عظيماً , فاليوم هو عالم مصغر لكل حياتك , فهو حياتك كلها ولكنها مصغرة فلذلك فنحن نولد عندما نستيقظ و نموت عندما ننام وإنما كان الأمر كذلك بحيث يكون باستطاعتك أن تحيا حياتك كلها في يوم .

ستيف تشاندلر