قهوتي و كتابي

استمتع بمشاكلك



لكل حل مشكلة .

فلا يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر , إذن لماذا نقول أننا نكره المشاكل ؟ و لماذا نطالب بحياة خالية من المشاكل ؟ و عندما يكون شخصاً ما مريضاً عاطفياً لماذا نقول ( لديه مشاكل )

و نحن نعرف في أعماقنا حيث تقبع الحكمة أن المشاكل مفيدة لنا , فعندما يتحدث معي مدرس ابنتي خلال اليوم المفتوح في مدرستها و يخبرني أن ابنتي سوف تقوم بحل مزيد من المشاكل في مادة الرياضيات أكثر من العام الماضي , فسوف أعتبر هذا أمراً رائعاً , إذن لماذا أعتبر الأمر رائعاً عندما يكون لدى ابنتي مزيد من المشاكل التي يجب أن تحلها إذا اعتبرت أن المشاكل مشكلة ؟.
إننا نفعل ذلك لأننا بشكل أو بآخر نعرف أن المشاكل مفيدة لأبنائنا , فمن خلال حل المشاكل تزيد نسبة الإكتفاء الذاتي لدى الأطفال , فسوف ينظرون إلى أنفسهم على أنهم حلالي مشاكل .

أما نحن فمن منطلق ما نحمله في أذهاننا من خرافات بشأن المشاكل إلى الهروب منها بدلاً من أن نحلها فقد جعلنا من المشاكل شياطين إلى حد اعتبارها وحوشاً تعيش تحت السرير , و لأننا لا نحلها خلال النهار نرتعش بسببها في الليل .


و عندما كان الناس يعرضون مشاكلهم على عملاق التأمين الأسطوري "كليمينت ستوني" كان دائماً ما يصيح قائلاً : ( ألديك مشكلة ؟ هذا عظيم ! ) و الغريب أن أحداً لم يقتله , في ظل ثقافتنا المليئة بالخرافات عن المشاكل , و لكن المشاكل ليست شيئاً مخيفاً ولا هي لعنات , فما هي إلا مباريات صعبة لرياضة العقل و الرياضي الحقيقي ما يتوق إلى استمرار المباراة .

و من الموضوعات الرئيسية في كتاب "م.سكوت بيك" ( الطريق الذي طالما يسافر فيه الناس ) موضوع أن (المشاكل ستجمع شجاعة الفرد و حكمته ).

و من أفضل الطرق في التعامل مع المشكلة أن تتعامل معها بروح اللعب كما تتعامل مع مباراة شطرنج أو مع تحدٍّ بأن تلعب مباراة سلة مع غيرك ( رجل لرجل ) , ومن بين أفضل الطرق التي أستخدمها للعب بالمشاكل و خاصة تلك التي تبدو لا أمل في حلها أن أسأل نفسي ( ما هي الوسائل المضحكة لحل هذه المشكلة ؟ و ما هو الحل الذي سيكون مرحاً؟ ) و لم يخذلني أبداً هذا السؤال في إيجاد طرق جديدة للتفكير .

يقول "ريتشارد باتش" مؤلف كتاب ( أوهام ) : ( إن كل مشكلة في حياتك تحمل في داخلها هدية ) , و هو محق في هذا و لكن علينا أن نفكر أولاً بهذا الأسلوب وإلا فلن تظهر لنا الهدية أبداً .

و في دراساته عن الشفاء الطبيعي و التي كشفت عن أشياء مهمة ينصح "اندرويل" بان ننظر حتى إلى المرض على أنه هدية , وكتب في الشفاء التلقائي قائلاً : (و حيث إن المرض قد يكون حافزاً قوياً على التغيير فقد يكون أيضاً الشيء الوحيد الذي يجبر بعض الناس على حل أعمق صراعاتهم , والمريض الناجح هو الذي يعتبر المرض أعظم فرصة للنمو و التنمية الذاتية , فهو هدية بحق , و النظر إلى المرض على أنه محنة – و خاصة إذا كان الاعتقاد بدون داع – قد يعوق نظام الشفاء أما إذا نظرنا إلى المرض على أنه هدية و فرصة للنمو فقد يؤدي هذا إلى الشفاء .)

و إذا نظرت إلى مشاكلك على أنها لعنات فسيصعب إيجاد الحافز الذي تبحث عنه في حياتك و إذا تعلمت أن تحب الفرص التي تقدمها لك المشاكل فسوف تزداد طاقتك التحفيزية.

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة