قهوتي و كتابي

اهتم بالأهداف الصغيرة



كلما كانت الأهداف تضعها كل يوم قليلة , كلما شعرت بأن الناس و الأحداث التي تخرج عن نطاق سيطرتك يتسببون في تخبطك و هناك , وأنت بهذا تعاني من الشعور بقلة الحيلة فبدلاً من أن تخلق الواقع الذي تريده فكل ما تفعله هو أنك تستجيب للعالم من حولك , ولتعلم أن باستطاعتك التحكم في نشاطاتك اليومية أكثر مما تظن .

و قد أصبحت هناك قناعة تامة لدى العاملين في نظام المشروعات الحرة بفاعلية ووضع الأهداف الكبرى و البعيدة المدى لأنفسهم , فأهداف المرء في حياته العملية ككل و الأهداف السنوية و أهداف الأداء الشهري دائماً ما تكون في ذهن الشخص الطموح .

و لكن غالباً ما يتغاضى  هؤلاء تماماً عن قوة الأهداف الصغيرة تلك الأهداف التي توضع خلال اليوم , وتوفر طاقة لليوم وشعوراً بتحقيق الكثير من الانتصارات الصغيرة عبر الطريق .

و في رائعته (سيكولوجية الخبرة المثلى ) يشير "ميهالي" إلى الأهداف الكبرى على أنها
أهداف نهائية و إلى الأهداف الصغرى على أنها أهداف مرحلية و جمال الأهداف المرحلية يكمن في أنها دائماً تكون في نطاق قدرتك على المباشرة على التحقيق و على سبيل المثال قد تضع هدفاً مرحلياً بان تجري أربعة اتصالات هاتفية هامة قبل الغداء ثم تقوم برسم أربعة مربعات في ورقة و كلما تقوم بمكالمة تقوم بملء مربع و بعد الانتهاء من المكالمات الأربع قم بوضع الورقة في ملف الأهداف ثم اذهب لتنعم بالغداء لأنك كسبته لإجرائك المكالمات الأربع .

و يمكنك أيضاً أن تضع هدفاً مرحلياً قبل إجراء حوار مع شخص ما و يكون الهدف ( أن أعرف هذه الأشياء الثلاثة ) أو أسأل هذه الأسئلة الأربعة أو أطلب هذين الطلبين و أن أقدم للعميل إطراء قبل أن يرحل.

و الأهداف المرحلية توفر لك التركيز الكامل فعندما تقوم دائماً بوضع أهداف مرحلية تصبح أكثر تحكماً في يومك و تشعر ببراعة التحفيز الذاتي .

و في نهاية اليوم أو بداية اليوم التالي يمكنك مراجعة مدى تقدمك نحو الأهداف النهائية و تعديل أهدافك المرحلية بحيث تقربك من النتائج النهائية التي تريدها و لتحافظ دائماً على الإنسجام بين هذين النوعين من الأهداف .

دعنا نفترض أنك الآن في نهاية يوم طويل وشاق . وأمامك نصف ساعة حتى يحين موعد العودة للمنزل , فإن لم يكن لديك عادة وضع أهداف مرحلية , فقد تقول ( أعتقد أن علي القيام ببعض الأعمال الورقية ) أو قد تقلب أرقام الهاتف بلا هدف و فجأة يأتي شخص إلى مكتبك ليتبادل معك أطراف الحديث و حيث أنك لم تحدد شيئاً معيناً تقوم به فستوافقه على ما يريد وتستغرق الحديث لتجد أن النصف ساعة قد انتهت و أن عليك ان تعود إلى المنزل و بالرغم من أنك لم تترك شيئاً معيناً ولم تنجزه , فإن لديك شعوراً خفياً بانك أضعت الوقت .

و الآن ماذا يحدث لو أنك استخدمت نصف هذه الساعة في تحديد هدف مرحلي و تحقيقه ؟ من ذلك على سبيل المثال ( قبل أن أذهب للمنزل الليلة سوف أقوم بإرسال خطاب تعريف و أضمنه كل أدواتي التسويقية ) و الآن أصبح أمامك هدف مرحلي و لديك نصف ساعة فقط كي تحققه فيها .

و عندما يأتيك الشخص ليتحدث معك فسوف تقول له إنك ستحدثه بعد ذلك لأن أمامك شيئاً لا بد من إنجازه بحلول الثانية.

و الذين يشغلون أنفسهم بوضع الأهداف الصغيرة طوال اليوم يقولون أن مستويات الوعي و الطاقة عندهم تزيد كثيراً . إنهم كالرياضيين الذين يدربون أنفسهم بشكل دائم من خلال مباراة مستمرة و مثل هؤلاء الأشخاص يكونون سعداء لأن يومهم صنعته قوة كامنة في عقولهم و ليس قوة العالم المحيطة بهم .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة