قهوتي و كتابي

اعلن نفسك



كثيراً ما أبدأ في يومي برسم أربع دوائر على قطعة بيضاء من الورق و هذه الدوائر تمثل اليوم والشهر و العام و الحياة . و بداخل كل دائرة أكتب ما أريد . قد يكون عدداً من الدولارات أو أي شيء و هذه الأهداف يمكن أن تتغير من يوم لآخر فهذا لا يهم وعليك أن لا تخطئ فهم هذه العملية .

و لكن من خلال كتابة الأهداف أكون كالطيار الذي يراجع خريطته قبل الإقلاع فأنا بذلك أوجه ذهني إلى ما أستطيعه في الحياة وأذكر نفسي بما أريده حقاً و ليس منا من يذهب إلى كابينة القيادة قبل الإقلاع و يقول للطيار (خذني إلى أي مكان و مع هذا فتلك هي الطريقة التي نعيش بها أيامنا عندما لا نستعين بالخريطة . )

و أثناء إلقاء كلماتي عن التحفيز يشير الحضور إلى أنهم لا يجدون وقتاً لتحديد الأهداف و لكن نظام الدوائر الأربعة الذي ذكرته من قبل لا يستغرق أكثر من أربعة دقائق .

و ذات مرة أثناء إحدى ورش العمل عن تحديد الأهداف سألت المشاركين عما لديهم من تجارب مثيرة عن التخيل و كنا وقتها نناقش الملاحظة التي قالها عالم النفس الرياضي "روب جيلبرت" : ( الخاسر يتخيل عقوبات الفشل و الفائز يتخيل مكافآت النجاح )


و قام زوجان شابان و قصا قصة عن كيفية أنهما أرادا على مدى عدة أعوام شراء منزل و لكنهما لم يستطيعا أبداً تجميع المال اللازم لذلك و بعد ذلك بعد قراءتهما عن تدريب ( عرض الكنز ) و هو عبارة عن تعليق صور ما تريده في الحياة في مكان ما في مكتبك أو منزلك , فقررا أن يضعا على الثلاجة منزل جديد من النوع الذي يحلمان بامتلاكه .

و يقول الزوج في ذهول ( وفي أقل من تسعة أشهر استطعنا أن نوفر مقدم الثمن ) و أضافت زوجته (و بجانب المنزل قمنا بوضع مقياس كنا نملأبه فراغات مع ازدياد مدخراتنا شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى مقدم الثمن . )

لقد سمعت قصصاً كثيرة مشابهة لهذه تحكي عن كيفية نجاح تدريب ( عرض الكنز ) مع الناس , فقد قرأت أيضاً كتباً و حضرت ندوات تشرح السبب وراء هذا و معظم هذه الكتب و الندوات تناقش ما يحدث للعقل الباطن عندما نرسل له صورة لشيء تريده و حيث أن العقل الباطن لا يتعامل إلا  مع الصور الحقيقية أو الصور المتخيلة بشكل واضح فإنه لن يسعى إلى إيجاد صورة في حياتك لا يمكنك أن تتصورها .

إن لم نعلن لأنفسنا عن أهدافنا فيمكن أن نهمل تلك الأهداف تماماً , فمن الممكن أن يمر أسبوع كامل أو اثنين أو ثلاثة دون أن نفكر في أهدافنا الأساسية في الحياة فنحن نغمس في التفاعل والاستجابة للناس والظروف و ننسى التفكير في أهدافنا .

و لدي مثال آخر يبين كيف أفادني هذا التدريب في حياتي فمنذ ثلاث سنوات كنت مهتماً بعقد مزيد من الندوات عن موضوع جمع الأموال و كنت أنا و "ميشيل باسون" مدير التنمية في أريزونا قد اشتركنا في تأليف كتاب ( تحول العلاقة الثورية في جمع الأموال ) و عقدنا بعض الندوات الناجحة عن الموضوع و كنت أريد فعل المزيد و لذلك كنت أضع في حجرة نومي لوحة بيضاء أعلق عليها الملصقات كما وضعت الكثير من الصور و بطاقات الفهرسة التي كتبت عليها أهدافي و كنت أريد رؤية كل أهدافي أمامي حينما أستيقظ كل صباح بالرغم من أنني لا أقضي سوى دقيقة واحدة أو اثنتين في النظر إلى اللوحة كل صباح.

و من بين بطاقات الفهرسة التي علقتها على هذه اللوحة كل ما كتبته فيها ثلاث حروف كُتبت بخط بارز . ( ج أ و ) و كانت هذه البطاقة لا تكاد تُرى بين هذا الخليط من الصور و الأهداف التي غطيت اللوحة بها فأنا واثق من أنني كنت ألاحظها بالكاد كل صبح عند استيقاظي و ما وضعت هذه البطاقة إلا لاعتقادي أنه شيء عظيم أن أدير ندوات في جامعة ولاية "أريزونا" و خاصة أنني الآن أعيش في منطقة "فينكس" و في حقيقة الأمر لم أفكر في الأمر أكثر من هذا .

و ذات يوم و انا في مكاتب شركة تدريب المؤسسات التي كنت أعمل بها طلب مني أن أصافح موظفاً جديداً يسمى "جيري" فطلبت منه أن يدخل و يجلس و تحدثت معه في مكتبي لدقائق قليلة عن انضمامه للشركة و سألته عن عائلته فذكر لي بشكل عارض أن والديه يعيشان في المدينة و أن أمه تعمل في جامعة "أريزونا" .

و كان من الطبيعي أن يمر هذا الكلام دون ان يكون فيه ما يثير في جامعة ولاية "أريزونا" جامعة معروفة و كثيراً ما تذكر في منطقة "فينكس" , إلا أن شيئاً لمع في ذهني عندما قال و علمت ( بعد تفكير ) بعد هذا أن هذا الشيء كان النظرة اليومية للوحة و الأهدف.

و هناك أثار سمعي عندما قال جامعة ولاية "أريزونا" ,
فسألته ماذا تعمل أمك في هذه الجامعة؟
فقال : كبيرة المساعدين الإداريين لمدير التنمية في المؤسسة الوقفية لجامعة ولاية "أريزونا" و هم مسؤولين عن كل ما يتعلق بجمع التبرعات في الجامعة .

و قد ابتهجت فعلاً عند هذه النقطة و تحدثت مع جيري عن عملي السابق في جمع الأموال بجامعة "أريزونا" و كيف أنني طالما أردت القيام بنفس العمل في جامعة ولاية "أريزونا" فقال لي أنه سيكون سعيداً بأن بقدمني لأمه و لمدير التنمية نفسه.

و خلال شهر كان القائمون على جمع الأموال في الجامعة يحضرون ندوتي عن ( تحول العلاقة ) و بهذا حققت أهدافي الموجودة على اللوحة.

إنني أؤمن حقاً بأنه لو لم يكن لدي مثل هذه اللوحة ما كان ذكر جيري لجامعة ولاية "أريزونا" ليثير اهتمامي .

و هذا يوضح شيئاً مهماً و هو أننا بحاجة إلى أن نعلن لأنفسنا عن أهدافنا و إلا ضعفت طاقتنا النفسية بتوزيعها عبر سلسلة الأشياء التي ليس لها نفس هذه الأهمية بالنسبة لنا .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة