ذات مرة حضرت لـ
"بوب كويثر" و هو يقدم عرضاً لصفقة جديدة , و في هذا العرض جعل العملاء
المحتملين كلهم يلعبوا لعبة صغيرة من تسع نقاط أوضح من خلالها أن حلول الألغاز
عادةً ما تكون بسيطة لو أننا فكرنا بطرق غير تقليدية .
و بعد أن أوضح
لهم "بوب" الحل أخذوا يضحكون و يقطعون الورقة المكتوب فيها اللغز من فرط
إحباطهم . . هنا قام "بوب" ليوضح نقطته الأخيرة التي يريد توضيحها .
و قال
"كوينر" ( إننا نحد من تفكيرنا بدون سبب وجيه فنحن نفعل الشيء لا لشيء
إلا أننا كنا نفعله دائماً بهذا الشكل , و أريدكم أن تعرفوا أن الإلتزام الذي
قطعناه على أنفسنا لخدمة شركتكم هو أن تنظر دائماً خارج الصندوق بحثاً عن أفضل
الحلول الإبداعية الممكنة لحل مشاكلنا , فلن نفعل شيئاً أبداً لكوننا فعلناه
دائماً هكذا من قبل . )
و مثل هذا
التدريب لحل لغز يعتبره رؤساء العمل الذين يسعون للربح نوعاً من التقدم البارع ,
أما بالنسبة لكوينر فقد كان التدريب تعبيراً رمزياً عن حياته كلها في مجال الأعمال
.
و في إحدى
الرحلات التي كانت ترعاها "زيزوكس" في المكسيك قضى "بوب" و
"مايك" يوماً في الماء على أحد قوارب الصيد و بعد أن وصلا للشاطئ ذهبا
إلى أحد المطاعم لقضاء بعض الوقت في التفكير في حياتهما بمجال المبيعات حتى ذلك
اليوم .
يقول
"بوب" (لقد أدركنا أننا بالرغم من كل ما عملناه فلن نستطيع أبداً أن
تمتلك قارباً مثل ذلك الذي كنا فيه لو أننا واصلنا العمل في "زيروكس" ثم
تحدثنا بعد ذلك عما يمكن أن نفعله في المستقبل ولم يمض وقت طويل حتى لاحظنا مجموعة
من الأقمصة السوداء على الحائط و قد كتب عليها (بلا حدود) , و على مدى ما يزيد على
ساعتين أخذت أنا وصديقي نناقش ما تعنيه كلمة ( بلا حدود ) , و من هذه المناقشة ولد
حلم تبلور بعد ذلك في شكل شركة أسميناها ( اتصالات بلا حدود ) .
و كان
"بوب" و أخوه يعتقدون أن هناك ناحية مهمة – كان أداء "زيروكس"
فيها دون المستوى – و هي خدمة العملاء و لذلك قالا ماذا لو أن التزام الشركة
بالعميل كـ ( بلا حدود )؟ بحيث أن لا تكون الخدمة مقيدة , ولكنها مطلقة فيما تتمتع
به من إمكانيات الخدمة الإبداعية .
و أخذ الأخوان
هذا المفهوم كحافز لهما وأسسا معاً شركة (Infincom)
و هي اختصار لكلمة (In Finity Communications)
أي ( اتصالات بلا حدود ) و ذلك في ولاية "أريزونا" و خلال عشر سنوات تمت
الشراكة من شركة تتكون من ست موظفين بدون عملاء إلى شركة رأس مالها 50 مليون دولار
يعمل بها ما يزيد عن 500 موظف , و قد صنفت هذه الشركة على أنها الأولى في مجال
المعدات المكتبية في "أريزونا" كما تقدمت خلال الثلاث سنوات الأخيرة و
ذلك كما جاء في جريدة "أريزونا بيزنس جازيت" .
و كلنا يميل إلى
النظر إلى تحدياته من داخل الصندوق حيث نأخذ ما فعلناه في الماضي و نضعه أمام
أعيننا ثم نحاول بعد ذلك أن نتخيل ما نسميه بالمستقبل و لكن هذا من شأنه أن يجعل
مستقبلنا محدوداً و في ظل هذه الرؤية المحدودة فأقل ما يمكن أن يكون عليه المستقبل
هو أن كونه ( ماضي جديد أفضل ) .
و الطاقة
التحفيزية الهائلة إنما تتحدث عندما نخرج من الصندوق , و نفترض أن إمكانات الأفكار
الإبداعية غير محدودة لكي نحقق أفضل مستقبل ممكن لنفسك .
فلا تنظر إليه من
خلال صندوق يحتوي على ماضيك .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة