قهوتي و كتابي

جادل



التفكير السلبي شيء نفعله جميعاً , و الفارق بين الشخص المتفائل في الأساس و المتشائم هو : أن المتفائل يتعلم كيف يصبح مناظراً جيداً فبمجرد أن تصبح على وعي تام بفاعلية التفاؤل في حياتك , فسيصبح بإمكانك أن تناظر أفكارك التشاؤمية .

و أكثر الدراسات إفادة وأشملها عن كيفية فعل هذا , تلك التي تجدها في كتاب دكتور "مارتين سيليجمان" (التفاؤل المكتسب ) و توضح الدراسات التي قام بها شيئين هامين :
1) أن التفاؤل أكثر فاعلية من التشاؤم.
2) أن التفاؤل يمكن أن يكتسب .

و قد بنى "سيليجمان" هذه النتائج على سنوات من البحث الإحصائي , فقد قام بدراسة الرياضيين المحترفين منهم و الهاوين وبائعي وثائق التأمين بل درس السياسيين الذين يتنافسون على المناصب الكبرى , و قد أثبتت دراساته العملية أن أداء المتفائل يفوق أداء المتشائم بشكل كبير , و هكذا ثبت علمياً صحة ما ظل يقوله "نورمان فنسنت" في كتبه على مر السنين .


و قد بنى "نورمان" كتبه على شهادات و فقرات مدعمة من الكتب الدينية و المشكلة في هذا أن الناس الذين كان يرغب في الوصول إليهم – المشككين و المتشائمين – كانوا من ذلك النوع الذين ليس لديهم أي رغبة في الإيمان بأي شيء , و لكن بمجرد أن تستوعب كتابات "سيليجمان" الرائعة يمكنك أن ترجع لقراءة كتابات "نورمان" و تشعر بشعور جديد من الإثارة و المتعة , فإن لم تتقبل إشاراته الدينية فليس هذا مهماً فالشهادات الشخصية كافية لإعطاء كتاباته قوة هائلة , و على الرغم من أن أشهر كتاب له هو ( قوة التفكير الإيجابي ) إلا أنني حصلت على تحفيز أكثر من كتاب ( كن نشطاً طوال حياتك ) , وكتاب ( النتائج المذهلة للتفكير الإيجابي .)

فإذا شككت الآن في قدرتك على مناظرة أفكارك التشاؤمية , فلتضع في ذهنك أن معظمنا مناظرون عظماء بالفعل , فإذا جاء شخص و تبنى جانباً في مناقشة ما , فعادةً ما يمكننا تبني الجانب الآخر نأتي بالحجج التي تثبت صحة ما نقول بغض النظر عن الجانب الذي تبناه الشخص الآخر , و لا بد لِفِرَق المناظرة أن يتعلموا هذا , فأعضاء الفريق لا يعرفون – حتى اللحظة الأخيرة – أي جانب من المناقشة سيتبعونه و لذلك فهم يتعلمون أن يكونوا على أتم استعداد لتبني أي جانب و بحماسة , فإذا اكتشفت أنك مكتئب أو قلق أو تفكر في أمر ما بشكل تشاؤمي فإن أول خطوة عليك أن تفعلها هي أن تدرك أن أفكارك تشاؤمية , و لا تنظر إليها على انها صحيحة أو خاطئة أو تشاؤمية و إذا أردت أن تستفيد الإستفادة القصوى من الكمبيوتر الحيوي ( المخ ) فلا بد أن تعرف أن الأفكار التشاؤمية أقل فعالية .

و بمجرد أن تتقبل الطبيعة التشاؤمية لتفكيرك ستصبح مستعداً للخطوة التالية مع التأكيد على أهمية الخطوة الأولى , و يقول "ناثانيال براندين" : ( ليس بالإمكان أن تترك مكاناً لم تكن فيه ) و الخطوة الثانية هي أن تأتي بالحجج التي تدعم النظرة التفاؤلية .

ابدأ في معارضة تفكيرك القديم . تخيل أنك محام وظيفتك أن تثبت خطأ المتشائم الذي بداخلك . ابدأ بإعطاء الحجج و البراهين التي تؤيد الممكن , وسوف تندهش أنت نفسك , إذ أن التفاؤل يفتح الباب وراء الآخر أمام الممكن , فهو بطبيعته تقليصي حيث أنه يغلق الباب على ما هو ممكن فإذا أردت حقاً لحياتك أن تفتح وأن تحفز نفسك على النجاح فعليك أن تفكر بشكل تفاؤلي .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة