أصبح مصطلح (
التفكير المفتوح ) شائعاً في عالم الأعمال الأمريكي , و قد عرفت هذا المصطلح أو ما
عرفت منذ عدة سنوات أثناء عملي ككاتب إعلانات بإحدى وكالات الإعلان , فمتى كانت
الوكالة تحصل على عميل جديد كان رئيس الوكالة يجمعنا كي نفكر تفكيراً مفتوحاً في
أفكار إبداعية لهذا العميل , و كانت القواعد الأساسية للتفكير المفتوح هي :
1) ليست هناك أفكار غبية , فكلما كانت الأفكار غير معقولة كان هذا أفضل .
2) على كل فرد أن يلعب دوراً في التفكير .
و أحياناً قمت
بإدارة جلسات التفكير المفتوح مع مدراء الشركات , فكنا ندور حول المائدة و كل شخص
يقدم فكرة و يقوم مدير الجلسة بكتابتها على لوحة الشرح ثم ندور حتى نستنفذ كل الأفكار
اللامعقولة في الأسباب , و عادة ما تكتشف وسط هذه الأفكار شيئاً عظيماً , و
التفكير المفتوح يفيد كثيراً حيث يتم فيه رفع كل القيود المعتادة ضد الغباء , و
يصبح من الممكن أن تكون غير معقول و غريباً .
و ما لا يدركه
معظم الناس في مجال الأعمال هو أن هذا الأسلوب الفعال يمكن أن يستخدمه الشخص
بمفرده و كان أول ما اكتشفت هذا عندما كنت أقود سيارتي منذ عدة سنوات و أنا أستمع
لشريط تحفيزي لـ "ايريل نايتنجل" و كان يتحدث عن نظام تعلمه ووجد انه
يفعل الأعاجيب .
هات ورقة واكتب
في أعلاها المشكلة التي تريد حلها , أو الهدف الذي تريد أن تحققه , ثم تضع الأرقام
من واحد إلى عشرين في الورقة و تبدأ جلسة تفكير مفتوح لها نفس قواعد التفكير
الجماعي , و عليك أن تدوّن عشرين فكرة , و ليس لازماً أن تكون معقولة أو مطروحة .
اسمح لنفسك بأن تتدفق , فهدفك الوحيد هو أن تدون بسرعة عشرين فكرة خلال فترة بسيطة
.
فإذا فعلت هذا
على مدار أسبوع , فسيكون لديك على الأقل مائة فكرة ! هل كلها صالحة للإستخدام ؟
بالطبع لا, و لكن ليس هذا مهماً , فعندما بدأت هذه العملية ربما لم يكن لديك أي
أفكار صالحة للإستخدام , و قد استخدمت هذا النظام بنفسي مرات و مرات و حقق معي
نتائج عظيمة للغاية , فهو يفيد كثيراً لأنه يعمل على تهدئة التوتر المعتاد ضد
التفكير المبدع الجريء , كما أنه يحفز الجانب الأيمن من العقل على القيام بدوره .
و منذ وقت قريب
طلب مني أحد الأصدقاء النصح فيما يتعلق بعمله و هو يعمل في مجال العروض و قد تفوق
في مجاله إلى أن أصبح من الأوائل فيه على المستوى القومي و كانت مشكلته هي التسويق
و الترويج الذاتي , فهذا الجزء من عمله كان ضعيفاً فيه مقارنة بموهبته .
فسألته قائلاً :
ماذا لو أخبرتك بأن هناك شخصاً يمكنه إعطاؤك مائة فكرة خاصة بالتسويق , بحيث تكون
مناسبة تماماً لمهنتك و جمهورك ؟
فأثار هذا
اهتمامه .
فقلت له : أنت
هذا الشخص.
ثم أخبرته بعد
ذلك بأسلوب التفكير المفتوح الشخصي الذي يأتي بعشرين فكرة والذي استخدمته منذ عدة
سنوات و سرعان ما فهم قواعد اللعبة و انشغل بلعبها .
و بعد اسبوعين
اتصل بي و هو سعيد للغاية بالنتاج و قال لي : ( لقد حصلت الآن بالفعل على أفكار
تسويقية رائعة , أكثر مما كان لديّ الماضي . شكراً )
فالتعليم الذاتي
هو أفضل تعليم يمكنك الحصول عليه , وذلك لأن معلمك يعرفك جيداً , و بالرغم من أن
الأهمية هي أن تحصل على تعليم خارجي معين , فإن أفضل تعليم هو الذي يعلمنا أن ننظر
داخلنا , و قد قال أحد المعلمين العظام : ( إن مملكة السماء تقبع داخلنا .)
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة