قهوتي و كتابي

غير صوتك دائماً



كثيراً ما يقال لي إنني محظوظ لأن لدي صوتاً جميلاً في الحديث , و يعجب بعض الناس من انني قلما أستخدم مكبر الصوت في ندواتي حتى إذا كان الحاضرون بالمئات .

و الذين يقولون بأن الله وهبهم مجموعة قوية من الحبال الصوتية , ليسوا على صواب , فكما قلت في الفصل السابق أن صوتي بدا ضعيفاً و على وتيرة واحدة تثير الملل إلى أن ظهر لديّ الحافز لتغييره , و كان هناك مثلان هما اللذان حفزاني على تنمية صوتي , الأول كان مقابلة في مجلة قرأتها من عدة سنوات عن الممثل "ريتشارد بيرتون" , والذي قد يكون صاحب أكثر صوت ساحر على مر العصور و استمع إلى "كاميلوت" و استمع فيها لريتشارد و هو يتكلم في دور الملك "آرثر" . يقول "ريتشارد" في هذه المقابلة أن صوته هو الشيء الذي يعيش عليه و لذلك فهو يتأكد كل صباح عند استحمامه من قيامه بتنشيد عدة أناشيد تحافظ على أحباله الصوتية قوية و لينة و بعد ذلك شاهدت برنامجاً تلفزيونياً لـ "توني راندل" و هو يخبر المذيع كيف نما صوته الذي اشتهر به بالتمثيل .


و ظلت هاتان المقابلتان في ذهني منذ ذلك الحين ولذلك فأنا دائماً ما أحمل معي في سيارتي عدداً الشرائط و أسطوانة الكمبيوتر لأسمعها و أنشد معها و أقوم برفع الصوت عالياً ( أفضل هذا عندما أكون وحدي في السيارة ) وأنشد بأعلى صوتي وأتأكد من حدوث هذا كل يوم حتى عندما أشعر بعدم الرغبة في الغناء و لهذا فائدة أخرى كما يقول "ويليام جيمز" ( نحن لا نغني لكي نكون سعداء و إنما نكون سعداء لأننا نغني .)
و قبل أي حديث هام كثيراً ما أذهب إلى الموقع الذي سألقي فيه الكلمة قبل الموعد بساعة وأقوم بالتجول بسيارتي في الحي و أنا أنشد كالمجنون ( و أحياناً ما ينتابني القلق من أن العميل الذي يستضيفني قد يمر بسيارته من جانبي ليجدني أنشد في سيارتي , و أنا أبدو كالمصاب بالذهان و يمثل هذا خطورة على الآخرين ) , و عندما أقود وأنا أنشد بهذا الشكل أجد ان تنفسي يتحسن و توقيتي يكون أفضل و حينما أتحدث يملأ صوتي القاعة دون عناء.

قد تقول ( إنني لا أعيش على صوتي ) و هذا يعني أن ذلك التدريب الغريب قد لا يكون ضرورياً لي , و لكننا كلنا نتكلم و لذلك فإن الصوت الشجي الهادئ القوي يكون ميزة لا تقدر بثمن بالنسبة لأي شخص عمله التعامل مع الآخرين .

و عند الإشارة إلى الأشخاص الذين لهم صوت يُمتع من يستمع إليه يستخدم الناس كلمات مثل "رخيم" , "ذو إيقاع مضبوط" , وتلك مجاملة رقيقة يمكنك أن تجامل بها صاحب الصوت الجميل .

أنت لست مجبراً على الصوت الذي تتكلم به الآن , و ما عليك إلا أن تبدأ في النشيد و سرعان ما سيكون لك الصوت الذي تريده , و كلما قوي صوتك كلما قويت ثقتك بنفسك و أصبح من السهل أن تحفز نفسك .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة