قهوتي و كتابي

اعتنق الحد الجديد



لحسن حظنا جميعاً , فإنّ هناك حدًّا جديداً علينا , فمع دخول أمتنا بل و العالم كله عصر المعلومات لم يعد هناك مكان لأنماط العيش القديمة .

و في النموذج القديم الذي تشكل خلال عصر الصناعة أًصبح الإنسان أقل نفعاً و مخاطرة وذلك لأننا وجدنا وظيفة مضمونة طوال الحياة و كنا نؤدي أعمالنا بنفس الأسلوب إلى أن يحين موعد التقاعد و بمجرد الوصول إلى عمر التقاعد نصبح غير ذي فائدة تماماً بالنسبة للمجتمع و نعيش حياة اتكالية على الحكومة أو على أقاربنا أو على المخدرات التي جمعناها في أعوامنا النافعة .

أما الآن في ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل و دخول العالم عصر المعلومات لم يعد الموظف يهتم بتاريخه الوظيفي كما كان من قبل بل أصبح يهتم أكثر بقدراته الحالية .

و من أكثر ما يميز تلك الأيام التي كان يعيش فيها "دانيال بون" و "ديفي كروكيت" على
الحدود نفع الأفراد فإذا كنت تعيش على الحدود تزرع البطيخ و تصيد ووصلت لسن الخامسة والستين فلن يحدث أن يطلب منك أحد أن تتقاعد .

و أخيراً رجعنا إلى تلك الأيام التي كانت تحترم ( النفع )على السن و الوضع الاجتماعي فعلى سبيل المثال إذا كانت شركتك تحاول أن تدخل السوق الصيني لتبيع برامج كمبيوتر و أنت في السبعين من عمرك و تستطيع أن تتكلم الصينية بطلاقة و تعرف كل شيء عن البرامج و لديك الطاقة و الرغبة في النجاح فمن ذا الذي يستطيع أن يتجاهلك ؟

و قد قال "بيل جيتس" : صاحب شركة ( مايكروسوفت ) : ( إن لدى شركتنا أصلاً واحداً ... الخيال البشري ) , فإذا أخذت من مايكروسوفت المباني و العقارات و المعدات المكتبية و الأصول المادية – أي شيء يمكن أن تلمسه – فأين ستكون الشركة ؟ ستكون حيث هي الآن تماماً و ذلك لأنه في عالم اليوم تصبح قيمة الشركة في تفكيرها و ليس في ممتلكاتها .

و لا شك أن هذه أخبار عظيمة للأفراد حيث عادة خاصية (النفع) لتصبح من جديد هي الفيصل فإذا صقلت مهاراتك وظللت تتعلم أشياء جديدة ودرست الكمبيوتر و تعلمت لغة أجنبية أو أصبحت خبيراً في ثقافة أو سوق أجنبي فيمكن أن تجعل نفسك نافعاً.

و ينصح مدرب كرة السلة العظيم "جون وودين" بان تعيش على المبدأ الآتي و الذي يتناسب بشكل خاص مع الحد التكنولوجي القديم:
))) تعلم كأنك ستعيش أبداً , و عش كأنك ستموت غداً (((

لقد مضت تلك الأيام التي كانت فيها الصلاحية للعمل تعتمد أساساً على التاريخ الوظيفي للشخص و علاقاته الدراسية , واتصالاته و عائلته ومكانته . بل أصبحت اليوم تعتمد على شيء واحد – مهاراتك الحالية – و هذه المهارات تخضع تماماً لسيطرتك .

فهذا هو الحد الجديد , و إذا كنا قد دخلنا من قبل عصر التقاعد و نحن قلقون من الذئاب التي تنتظرنا عند الباب , فالآن من خلال الإلتزام بالنمو مدى الحياة من خلال التعلم أصبح بإمكاننا أن نكون نافعين للمجتمع العالمي بقدر ما يكون لدينا الحافز لذلك .

فكلما زادت معرفتك بالمستقبل , كلما زاد الحافز بأن تكون عضواً نافعاً فيه .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة