قهوتي و كتابي

طور عاداتك القديمة



يكون تحقيق التحفيز القوي أصعب بكثير عندما يكون لدينا عادات سيئة تعوقنا عقلياً عن تحقيق هذا التحفيز , فعندما نحاول أن نتحرك نحو الحياة التي نريدها , نجد معنا عاداتنا السيئة , فهذا ما وصف في إحدى الأناشيد الأسكتلندية بالكلمات الآتية : ( إنه مثل القيادة مع الضغط على الفرامل و السباحة وأنت تلبس الحذاء .)

فما هي المشكلة : المشكلة ببساطة هي أن العادات السيئة لا يمكن كسرها أو التخلص منها  واسأل في ذلك الملايين الذين يكررون هذه المحاولة , فهم دائماً ما ينتهون إلى مثل قول "ريتشارد بروان" من انها ( محاولة بتعبئة الزئبق بالمذراة ) , وذلك لأن هناك أسباباً وجيهة وراء وجود هذه العادات فهي موجودة لتفعل لنا شيء ما حتى ولو انتهى الأمر بنا إلى تدمير الذات , فالعادة السيئة في الأساس تحاول أن تجعلنا نعيش بشكل أفضل .

فالشخص الذي يدخن يحاول أن بفعل شيئاً مفيداً و قد يكون هذا الشيء هو أن يتنفس بعمق و يسترخي , مثل هذا التنفس ضروري لتنظيم الضغط , و لهذا فإن التدخين بالنسبة
له طريقة يحاول من خلالها أن يجعل نفسه في صورة أفضل , و العادات السيئة كذلك , فهي تقوم على شيء يعتقد الشخص أنه مفيد , و هذا هو ما يجعل من الصعب للغاية أن تتخلص من هذه العادات .

و لهذا فلا بد من احترام العادات , و فهمها قبل أن يصبح بمقدورنا تحويلها , و لا بد من البناء على الأساس الذي قامت عليه العادة , و ليس هدمه , كما يجب أن تعتمد على الدافع النفعي الذي يحرك العادة , و الإعتماد على هذا في جعل العادة تتحول من شيء سيء إلى شيء جيد .

دعنا نأخذ عادة الشرب كمثال , فقد عرفت أناساً اعتادوا على شرب الخمر طوال الوقت , و الآن أصبحوا مستيقظين دائماً . كيف فعلوا هذا ؟ ألا يمكننا أن نقول أن كل ما فعلوه هو أنهم تخلصوا من عادة الشرب ؟ لا ليس هذا هو ما حدث لأن هؤلاء الناس بلا استثناء قاموا باستبدال الشرب بشيء آخر , فمن اعتاد أن يأخذ كل شجاعته , واسترخائه , وروحانيته من خلال زجاجة خمر , فهذه بلا شك عادة مدمرة للغاية , و لكن مجرد التخلص من هذه العادة سيؤدي إلى مشاكل أسوأ و هي : الإرتعاش , الخوف , الفزع و البارانويا و إلى إحساس تام بالفقدان .

فالأشخاص الذين ينضمون إلى منظمة ( مدمنون مجهولوا الهوية ) يستبدلون شجاعتهم الزائفة – التي كانوا يجدونها في زجاجة الخمر – بشجاعة حقيقية يحددونها في غرفة الاجتماعات في AA   و الإحساس الروحاني الزائف تماماً الذي وجدوه في كأس الخمر استبدلوه بروحانية شخصية حقيقية و عميقة وجدوها في برنامج تنويري من 12 خطوة , كما استبدلوا العلاقات السطحية التي كانت تتسم بالعاطفية الشديدة , و التي بنوها في حانات الخمر بصداقات حقيقية .

و بهذا فإن الإحلال قوي للغاية لأنه فعال بل إنه هو الشيء الوحيد العال فيما يتعلق بالعادات السيئة . إنني أعرف أناساً أقلعوا عن التدخين دون أن ينووا هذا , و ذلك أنهم اهتموا برياضة الجري و غيره من تدريبات الآيروبك المنتظمة , و سرعان ما حصلوا من هذه التدريبات على التنفس العميق والاسترخاء الذي جعل أجسامهم لا تتقبل التدخين , و هؤلاء أقلعوا عن التدخين لأنهم أحلوا محله شيئاً آخر .

و نفس الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يسيرون على نظام غذائي فليس من المفيد مع هؤلاء البعد عن الأطعمة التي تؤدي إلى السمنة , بل المفيد إيجاد نظام غذائي مكون من أطعمة لذيذة وصحية , و هذا أيضاً إبدال أو إحلال .

الإنسان في عقله الباطن لا يعتقد أن عاداته السيئة , سيئة! و هذا لأنها في نظره تشبع حاجة يشعر بها , ولذلك فلكي تقوي نفسك , فعليك أن تحدد أولاً هذه الحاجة و تحترمها , و احترامها يكون باستبدال العادة الحالية بعادة أكثر فاعلية و أكثر إفادة للصحة , فإذا استبدلت عادة , فسرعان ما يصبح لديك الحافز لاستبدال أخرى .


ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة