انظر إلى يومك
على أنه لوحة فنان بيضاء .
فإذا عشت يومك
بسلبية متقبلاً كل ما ينثره الناس و الظروف على لوحتك , فسوف تجد في الغالب على
لوحتك فوضى , و ليس فناً كما هو المفترض أن يكون .
فإن كانت الفوضى
تؤرق نومك , فستبدأ يومك التالي في حالة من التعب و الارتباك البسيط , و في ظل هذه
الحالة فإن لوحتك سيُرسم عليها أشكال لا تحبها و ألوان لم تخترها أبداً .
و إذا فكرت على
أنه لوحة فنان فستكون أكثر وعياً بما يحدث لك عندما تغمر ذهنك فقط بالقيل و القال
الموجود في الإنترنت وإعلانات الراديو و أحدث محاولات الجريمة و القتل و نقد زوجتك
و الأغاني التشاؤمية والحزينة .
فإذا سمحت لنفسك بأن تتراجع للخلف بما يكفي لأن
تدرك و ترى حقاً أن لوحتك اليوم مليئة بكل هذه الأشياء السلبية ! , سيحدث لك هنا
نوع من الحرية و هي حرية اختيار شيء أفضل .
و كلما كان لدينا
وعي أكثر بحريتنا في رسم ما نريد على لوحتنا كلما قل عيشنا في الحياة كضحايا
للظروف , بل إن كثيراً منا لا يدرك أنه ضحية لهذه الظروف فنحن نقرأ أي شيء موجود
على مائدة القهوة , و نستمع إلى أي شيء في الراديو الموجود في السيارة , و نأكل أي
شيء موجود في الثلاجة , و نتصفح أي موقع موجود على الإنترنت , و تتحدث مع أي شخص يتصل
بك على الهاتف , و نشاهد أي شيء على التلفاز , و غالباً ما نكون في حالة من
السلبية تمنعنا حتى من أن نضغط على جهاز التحكم عن بعد ( الريموت ).
و لهذا فلا بد أن
نعي أن علينا تغيير كل هذا , و أن بإمكاننا أن نرسم يومنا كما نريد , أو رسم اليوم
تلك التي كان يعلمها "دينيس دينون" حيث كانت النقطة الأساسية في ندوته
عن إدارة الوقت هي أننا لا نستطيع أن ندير الوقت و كل ما نستطيعه هو أن ندير
أنفسنا .
يقول
"ديتون" : ( امح هذا الركام من ذهنك , و كذلك كل العقبات التي تقف في
طريق نجاحك العظيم .)
و بالرغم من أن
معظم دورات إدارة الوقت تبدو و كأنها دورات في الهندسة , فإن "ديتون"
كان لديه روح الفنان في التدريس , و كانت كل مبدائه في إدارة اليوم تنبع من خلق
الهدف و محاولة معايشة الصور التي يخلقها .
استيقظ صباحاً و
تخيل يومك على أنه لوحة فنان . اسأل نفسك من هو الفنان اليوم ؟ هل هي الظروف
الخارجة عن إرادتي , أم أنا ؟ و إذا اخترت أن أكون أنا الفنان ... فما هي الصورة
التي أريد أن أرسمها ليومي ؟.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة