قهوتي و كتابي

اسبح أشواطاً تحت الماء



عندما كان "بوبي فيشر" يعد لمباراة بطولة العالم للشطرنج مع "بوريس سبايكي" , كان يستعد من خلال السباحة لعدة أشواط تحت الماء يومياً .

فقد كان يعرف أنه كلما طال وقت المباراة , فستكون الغلبة العقلية للاعب الذي يدخل لمخه أكبر قدر من الأكسجين , و لذلك فقد كان يبني مباراته في الشطرنج ببنائه لرئتيه .

و عندما هزم سباسكي , اندهش الكثيرون من دهائه و قدرته على الاحتمال , و خاصة في أواخر المباراة و هو الوقت الذي يستبغيه التعب و الإرهاق بكلا اللاعبين , و لم تكن المنبهات هي التي وراء يقظة "بوبي فيشر" وإنما كان تنفسه .

و ذات مرة ألقى الجنرال "جورج باتون" محاضرة على جنوده و كانت عن ( قوة المخ ) , كان هذا الرجل أيضاً يعرف الترابط بين التنفس والتفكير .

يقول "باتون" : ( الإنسان في الحرب كما هو في السلام يحتاج إلى أقصى قدر ممكن من التفكير , و ليس هناك من لديه قدر كبير من التفكير , فالتفكير يأتي من الأكسجين و الأكسجين يأتي من الرئتين , حيث يذهب الهواء عند التنفس و الأكسجين الموجود في الهواء يدخل إلى الدم ليذهب بعد ذلك إلى المخ , و يمكن لأي شخص أن يضاعف من حجم رئتيه .


و قد عرفت من "يورتر ويليامسون" أن "باتون" كان لديه رغبة شديدة في تعليم جنوده التنفس العميق , ذات مرة كتبت بعض الإعلانات السياسية في الإذاعة و التلفزيون و التي جذبت انتباه السيد "ويليامسون" مما دفعه إلى دعوتي على الغداء يوماً ما , لقد عرّف نفسه بأنه مؤلف كتاب مبادئ باتون مما جعلني أقبل الدعوة متحمساً , حيث صادف هذا مع قراءتي لهذا الكتاب الرائع قبلها , و قد خدم "ويليامسون" عدة سنوات في الجيش , و عمل كمستشار قانون لـ "باتون" و كان من أكثر من يثق فيهم "باتون".

لقد حكى لي قصصاً عديدة عن خدمته مع "باتون" , و كما كان حقاً محفزاً فوق العادة , فكانت معظم كلمات "باتون" في هذا الكتاب من ذكريات "ويليامسون" عن خدمته مع هذا الجنرال الكبير , و أخبرني "ويليامسون" كيف أنه هو نفسه فقد قدمه بسبب سرطان العظام الذي أصابها  و كيف أن الأطباء قد تنبؤوا بموته و خاب تنبؤهم , و يقول إن قوته الداخلية غالباً ما تأتي من التحفيز الذي تلقاه في أيام خدمته مع "باتون" .
ثم يقول : ( كثيراً ما كان الجنرال "باتون" يأتي إلى مكتبي و يسأل منذ متى و أنت تجلس على مكتبك ؟ انهض و اخرج من هنا , فمخك يتوقف عن العمل بعد جلوسك على الكرسي الدوّار بعشرين دقيقة , استمر في تحريك هذا الجسم حتى تذهب السوائل إلى الأماكن المناسبة فهذا يفيد المخ أما إذا جلست على الكرسي لفترة طويلة فسوف تذهب طاقة المخ إلى حذائك , فليس بالإمكان أن تجعل عقلك نشطاً ما دام جسمك خاملاً . )

و كان هذا المبدأ ( العقل النشيط لا يكون في الجسم الخامل ) هو السلاح الخفي الذي استخدمه "بوبي فيشر" في الفوز ببطولة العالم في الشطرنج . من ذا الذي كان يعتقد أن السباحة تحت الماء سوف تحسن مستواك كلاعب شطرنج ؟ و لكن ليس بالطبع في مثل و لا خبرة عبقري الشطرنج "بوريس سباسكي" .

و أحياناً يكون كل ما تحتاجه لتحفيز نفسك هو الهواء الذي تتنفسه , فالخروج في جولة للمشي , أو مجرد التنفس العميق يعطي المخ طاقة يتغذى عليها حتى يصبح نشطاً , و مبدعاً بشكل متجدد .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة