قهوتي و كتابي

حاول أن تبيع بيتك



ذات مرة تناقشت أنا و "هارديسون" في بعض من عاداتي القديمة التي كانت تعوقني عن تحقيق أهدافي في مجال الأعمال , وسارعت إلى القول : ( و لكن لماذا أفعل هذه الأشياء ما دمت أعرف أنها تعوقني , لماذا أستمر في فعلها؟ )

فقال لي : ( لأنها منزلك ... فأنت تشعر أنها بيتك , فعندما تفعلها , فانت تفعلها لأن هذا ما ترتاح لفعله و هو ما يجعلك تشعر تماماً و كأنك في بيتك , وكما يقولون : ( ليس هناك مكان مثل البيت)

فالبيت قد يكون مكاناً قذراً و لو لم تعتن به و تجمله , و البيت قد يكون سجناً مظلماً مليئاً بالرطوبة يذكرك بالكسا و العادات السيئة , و مع هذا فلا نريد أن نتركه مهما ساء , لأننا نعتقد أننا في أمان داخله .

و مع هذا فحينما نعتبر هذا المنزل البالية بعناية أكثر , يصبح بإمكاننا أن نرى أن الأمان الذي نعتقد أننا نعيشه , و هو مجرد تقييد ذاتي .


فمن الصعب أن تترك بيتك , وكثير منا يحاولون هذا مرات و مرات و لكن دون جدوى , وقد كتب "نويل بول ستوكي" كلمات تعلق سريعاً بالذهن أسماها "كلمات البيت" و عبر فيها عن هذا المعنى يقول : ( هذا المنزل يعرض للبيع كل صباح يوم أربعاء و يسحب من السوق في الظهيرة . )

و بعد أن استوعبت تشبيه "هارديسون" بالبيت أدركت أن علي مغادرة بيتي و أنني بحاجة إلى أن أجد بيتاً أفضل في الحي , بيت يحتوي على عادات تجعلني أركز دائماً على النشاطات الهادفة . و قد دربني "هارديسون" في هذا الاتجاه حتى أصبحت أشعر بالأنشطة الجديدة و كأنها منزلي الذي كان يجب عليّ أن أعيش فيه كل حياتي السابقة .

و تشبيه "هارديسون" العادات القديمة التي تستنفذ الطاقة بالبيت ظلّ معي لفترة طويلة , فمؤخراً و بينما أقوم بتجميع شريط تحفيزي كي أستمع إليه في السيارة , جعلت من محتويات هذا الشريط كلمات تحفيزية رائعة و أثناء قيادتي للسيارة استمعت إليه بصوت عالٍ طوال الطريق و أنا أفكر فيما علمني إياه "هارديسون" . لقد جعلت الشريط يحركني بشكل دائم .

لا تخف من ترك البيت العقلي الذي تعيش فيه , وانهض لتبني في عقلك بيتاً آخرا جديداً و كبيراً و سعيداً ثم اذهب لتعيش فيه .

و في قصته الرائعة و التي لم تعد للطبع بعد (شك ضروري) صور "كولين ويلسون" شخصية ساحرة و هي شخصية "جستاف نيومان" الذي اكتشف عدة اكتشافات عن الجنس البشري , حيث يقول في مرحلة من القصة : ( لقد أدركت أن الناس يبنون لأنفسهم شخصيات كما يبنون المنازل , لتحميهم من العالم , ويصبحون سجناء داخل هذه الشخصيات , و معظم الناس يستعجلون الاختفاء داخل جدرانهم الأربعة بما يجعلهم يبنون المنزل بسرعة هائلة .)

حدِّد العادات التي تجعلك سجيناً , حدد الشخصية التي قررت أنها ستكون شخصيتك النهائية و تقبل أنها قد تكون بناءً عاجلاً لين فقط لكي يجعلك آمناً من خطر الهرم , و بمجرد أن تفعل هذا , سيمكنك مغادرة بيتك , و أن تخرج التصميمات المعمارية و ترسم لنفسك البيت الذي تريده .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة