قهوتي و كتابي

تخيل



منذ أعوام قليلة قضيت وقتاً ممتعاً في العمل مع المتحدث التحفيزي "دينيس ديتون" و أعلم مبادئه في التخيل و التي يعرفها بأنها تحويل الأحلام إلى واقع , باستخدام التصور العقلي الفعال .

عندما كنت ألقي ندواتي الأسبوعية مساء كل خميس , كنت أقوم أحيانا ً بتعليم مفاهيم التخيل التي أرساها ديتون , و كانت ابنتي الصغيرة وقتها تصاحبني دائماً في هذه الندوات , و قد ساعدت في توزيع كتب الأنشطة , و الأقلام الرصاص و مع بدء الندوة أخذت مقعداً لها بين الجمهور و فتحت كتاب الأنشطة الذي معها و شاركت في الندوة, و كانت وقتها في العاشرة من عمرها و لم أكن أدري أبداً الحجم الحقيقي لاستيعابها .

و في ظهيرة إحدى عطلات نهاية الأسبوع كنا نجلس بجوار حمام السباحة الموجود في المجمع السكني الذي نعيش فيه , و كنت مسترخياً على أحد الكراسي بينما كانت "مارجي" و صديقتها "ميشيل" تلعبان بجوار الحمام , و كان هناك الكثير من الناس داخل حمام السباحة و حوله في ذلك اليوم و مع كل هذا استطعت أن أسمع حواراً ساخناً دار بين مارجي و ميشيل و هما يقفان في نقطة الاستعداد للغطس بالمياه العميقة .


-        قالت ميشيل : " إنني لا أستطيع فعل هذا ."
-        فقالت مارجي : " بل تستطيعين , و كل ما عليك هو أن تؤمني بأنك تستطيعين ."
-        فقالت ميشيل : " إنني أخاف الغطس , فلم أجربه من قبل ."
-        فقالت مارجي : " ميشيل استمعي إلي . . . هلا جربتي طريقتي؟"
-        فقالت ميشيل : " لا أعرف . . حسناً ما هي طرقتك ؟"
-        قالت مارجي : " كل ما عليك أن تغمضي عينيك , و تتخيلي نفسك على لوحة الغطس . هل تستطيعين رؤية نفسك و أنت تقفين هناك ؟"
-        قالت ميشيل : "نعم"
-        ردت مارجي : " حسناً . . الآن أريدك أن تتخيلي صورة أفضل , ما هو نوع بدلة السباحة التي تلبسينها ؟ هل تستطيعين رؤيتها؟"
-        فقالت ميشيل : "إنها حمراء و بيضاء , و زرقاء تشبه العلم الأمريكي , قالت هذا و هي ما تزال تغمض عينيها "
-        فقالت مارجي : " عظيم . . الآن تخيلي نفسك تقفزين من اللوح بالتصوير البطيء كما لو كنت في حلم , هل تستطيعين رؤية هذا؟"
-        فقالت ميشيل : " نعم أستطيع"
-        فصاحت مارجي : " هذا عظيم . . الآن يمكنك أن تفعلي هذا , فما دام بمقدورك أن تحلمي بهذا , فبمقدورك أن تفعليه , دعينا نذهب و نفعل ذلك ."

و مشت ميشيل وراء مارجي ببطء حتى نهاية حمام السباحة , و كنت أنظر إليهما من فوق الكتاب الذي أقرأه دون أن أجعلهما يعرفان أنني أستمع إليهما , و قد أصابني هذا بالذهول , و لم يكن لدي أي فكرة بما سيحدث بعد هذا , و لكنني لاحظت عدداً من الناس حول حمام السباحة يشاهدون و يستمعون , و هم يتظاهرون بأنهم لا يرون ولا يسمعون شيئاً .

و سارت ميشيل حتى حافة الماء و بدت مرعوبة للغاية , و نظرت إلى مارجي فقالت لها مارجي " ميشيل أريدك أن تستمري في القول بصوت منخفض ( ما دام بمقدوري أن أحلم بهذا , فبمقدوري أن أفعله ) , و بعد ذلك أريدك أن تغوصين "

و ظلت ميشيل تردد " ما دام بمقدوري أن أحلم بهذا , فبمقدوري أن أفعله " و فجأة فاجأت نفسها و غاصت , غطسة كاملة تقريباً دون أي رشاش للماء تقريباً .

و أخذت مارجي تقفز فرحة و هي تصفق عندما ظهرت ميشيل فوق الماء , و أخذت تصيح " لقد فعلتها" و كانت ميشيل تبتسم و هي تصعد لتكرر المحاولة .

و قلت لنفسي : هل يمكن أن يكون هذا النظام بهذه البساطة ؟ و المبدأ هنا هو : لن تستطيع فعل شيء لا تتخيل نفسك تفعله فالتخيل هو مجرد كلمة مرادفة لتصور نفسك , و بمجرد أن تجعل عملية التصور واعية و مقصودة , تكون قد بدأت في صنع الذات التي تريد أن تكونها , فنحن نغوص في الصور التي نصنعها .

   ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة