لا تأخذ
"لا" على أنها إجابة , و إنما انظر إليها على أنها سؤال , اجعل كلمة
"لا" تعني هذا السؤال "ألا تستطيع أن تكون أكثر إبداعاً من هذا؟
"
و خلال ندواتي
أعمل مع الكثير من مندوبي المبيعات و أكثر الموضوعات التي يطلب مني مناقشتها
"الاتصالات الغير مجدية و الرفض" و من أكبر المشاكل التي يواجهها مندوبو
المبيعات و غيرهم في كل مكان , هو المعنى الذي يعطونه لكلمة "لا" حينما
يقولها لهم شخص آخر , و الكثير من الناس لا يأخذونها على أنها رفض مطلق و نهائي لا
يقبل الجدل للشخص نفسه , و لكن "لا" يمكنها أن تعني أي معنى تريده.
عندما تخرجت من
الكلية بمؤهل في اللغة الإنجليزية لم تكن الشركات التي تريد تعييني تأتيني من كل
حدب و صوب , فمعظم الناس يتكلمون الإنجليزية بالفعل , و لذلك حاولت الحصول على
وظيفة ككاتب رياضي في الجريدة اليومية المسائية في تاكسون , أريزونا و التي كانت
تسمى داتاكسون سيتيزن , و كنت قد قضيت أربع سنوات في الجيش و لم أقم بأي كتابات
رياضية منذ دراستي الثانوية .
و عندما تقدمت
للوظيفة أخبروني بأن مشكلتي الكبرى هي أني لم أحترف الكتابة الرياضية من قبل , و
كان هذا هو الموقف المعتاد , و المتكرر أن تقول لك الشركة أنها لا تستطيع أن تعينك
, لأنك لا تتمتع بأي خبرة ( و لكن من أين لي الخبرة ما دمت لا أجد من يريد تعييني
)
و كان أول تفكيري
أن آخذ كلمة "لا" على أنها إجابتهم النهائية , و هذا هو ما قالوه لي
بالفعل من أن هذه هي الإجابة النهائية , و لكنني قررت في نهاية الأمر أن أجعل لا
تعني ألا تستطيع أن تكون أكثر إبداعاً من هذا ؟
و لذلك عدت
لمنزلي لأفكر و أخطط لخطوتي التالية , فالسبب في عدم تعيينهم لي هو أنني ليس لدي
أي خبرة , و عندما سألتهم عن أهمية هذا ابتسموا و قالوا " كيف تعرف على وجه
التأكيد ما إذا كنت تستطيع الكتابة الرياضية أم لا , فكونك متخصصاً في اللغة الإنجليزية لا يكفي"
ثم خطرت لي فكرة
, و هي أن مشكلتهم الحقيقية لم تكن في عدم خبرتي – و إنما في عدم معرفتهم – فهم لا
يعرفون ما إذا كنت أستطيع الكتابة بأسلوب مقبول أم لا , و لذلك بدأت أحل لهم
مشكلتهم , فبدأت أكتب لهم خطابات , و كنت أعلم أنهم يعقدون مقابلات مع أربعة غيري
للتعيين في نفس الوظيفة , و أنهم سيقررون خلال شهر , و كنت أكتب خطاباً يومياً
للمحرر الرياضي المرحوم ريجيز ماك أولى ( و هو كاتب حاصل على جوائز عديدة , و كان
قد صنع شهرته في كليفيلاند قبل أن يأتي إلأى تكسون ) و كانت خطاباتي طويلة و
تعبيرية , و قد حاولت أن أجعلها على أحسن قدر ممكن من الإبداع و البراعة و كنت
أقوم فيها بالتعليق على الأخبار الرياضية اليومية , و ذلك لأجعلهم يعرفون كم أنني
مناسب تماماً لأن أكون أحد العاملين معهم .
و بعد شهر اتصل
بي السيد ماك أولى و قال لي أنهم حصروا الاختبار على مرشحين أنا وواحد منهما , و
فرحت جداً لأنني سأذهب إلى مقابلة نهائية حتى أنني كدت أن أبتلع الهاتف .
و عندما أوشكت
المقابلة معي على الإنتهاء ( و كنت الثاني دخولاً )
سألني ماك أولى
سؤالاً أخيراً
و قال : دعني
أسألك سؤالاً يا ستيف , لو أننا عيناك , هل تعدني بأن تتوقف عن إرسال تلك الرسائل
التي لا تنتهي ؟
و قلت له أنني
سأتوقف , فضحك و قال لي " إذن لقد عينت , و يمكنك أن تبدأ يوم الاثنين"
و أخبرني ماك
أولى بعد ذلك أن الخطابات هي التي كانت السبب في تعييني.
و قال لي :
" بداية أوضحت لي هذه الرسائل أن بمقدورك أن تكتب , ثم إنها أوضحت لي أنك
تريد هذه الوظيفة أكثر من أي شخص آخر "
و عندما تطلب
شيئاً في الحياة المهنية و ترفض , فلتتخيل أن كلمة "لا" التي سمعتها
تعني سؤالاً هو :" ألا تستطيع أن تكون مبدعاً أكثر من هذا ؟ و لا تأخذ كلمة
"لا" على ظاهرها أبداً.
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة