و لهذا فهناك
فارق بين الشخص الذي يضع الأهداف و يحققها طوال اليوم و الشخص الذي لا يفعل إلا ما
يبدو له و يصادفه , أو أي شيء يشعر برغبة في فعله , فالأول يضيف دائماً إلى أهدافه
, و الثاني يعيش في حيرة , وملل هما أكثر ما ستنفذ الطاقة.
و معرفتك لما أنت
كفء له , و لماذا أنت كفء له , تعطيك الطاقة لتحفيز ذاتك , و عدم معرفتك لهدفك
يستنقذ كل ما لديك من تحفيز .
و قد سمعنا
جميعاً عن قصص الأم الضئيلة الجسم التي عندما رأت ابنها الصغير محبوساً قامت برفع
شيء ثقيل للغاية كالسيارة حتى تحرر طفلها . و عندما طلب منها أن تعيد هذا العمل
الذي يفوق القدرة البشرية فشلت بالطبع في تكراره مرة أخرى .
و حيث أنني أعيش
دون زوجة فقد جعلني هذا أعرف فن قرب ذلك الاتصال المثير بين الهدف و الطاقة , فلو
أنني أقوم بطهي شيء ما مثلاً و لاحظت بطرف عيني لهباً يخرج من المطبخ فإنه يجعلني
أتحرك بسرعة مذهلة من غرفة المعيشة إلى المطبخ , فالأزمات تخلق هدفاً فورياً و
الذي يولد بدوره طاقة فورية .
و فكرة "
إنه ليس ثقيلاً إنه أخي" إنما تقوم على الهدف , فعندما يكون هدفنا كبيراً
تصبح القوة و الطاقة كبيرة , و كثيراً ما يقول لي الناس "و لكنني لا أعرف ما
هو هدفي" و ذلك كما لو أن هناك شخص آخر نسي أن يخبرهم بهدفهم , و مثل هؤلاء
الناس قد ينتظرون للأبد بحثاً عمن يخبرهم كيف يعيشون ولِمَ يعيشون .
و هناك سببان فقط
لعدم معرفتك لهدفك :
1) أنك لا تتحدث
مع نفسك
2)أنك لا تعرف من
أين يأتي الهدف ,( فأنت تعتقد أن الهدف يأتي من خارج نفسك , و ليس من داخلها .)
و الشخص صاحب
الهدف يعرف كيف يغوص في أعماق روحه و يتكلم مع نفسه عن سبب وجوده و ما يريد أن
يفعله بنعمة الحياة .
يقول
"ديرليم شامان لاكوتا" : "الإنساس وحده هو الذي وصل لمرحلة , بحيث
لم يعد يعرف لماذا يحيا , فهو لا يستخدم عقله , كما أنه نسي المعرفة الخفية لجسمه
و حواسه و أحلامه "
"وليم
دير" ليس متفائلاً بشأن ما يخفيه المستقبل لأولئك الذين يعيشون بلا هدف .
و يقول : "
إنهم لا يستفيدون من المعرفة التي وضعتها الروح داخل كل منهم , بل إنهم حتى لا
يعرفون هذا , و لذلك فهم يتخبطون على الطريق إلى اللامكان , و هو طريق سريع مرصوف
, هم الذين شقوه و مهدوه بحيث يمكنهم من الذهاب سريعاً إلى تلك الحفرة الكبيرة و
العميقة التي سيجدونها في نهاية الطريق منتظرة إياهم لتبتلعهم في جوفها , فهو طريق
سريع و مريح و لكنني أعرف نهايته , فقد رأيتها و ذهبت بخيالي و كلما فكرت في هذه
النهاية اقشعر بدني ". و يمكنك كل يوم أن تبني هدفك و تقويه و تجعله أكثر
تحفيزاً , فنحن مسؤولون تماماً عن أن يكون لنا حس هدفي , فالأمر هو أن نغوص في
أعماق روحنا و نخلق هدفاً لأنفسنا , فطاقة حياتنا تعتمد كلية على حجم الهدف الذي
نريد أن نصنعه لأنفسنا .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة