قهوتي و كتابي

اسلك الطريق إلى مكان ما لا الطريق إلى اللامكان



 الطاقة إنما تأتي من الهدف , فلو أن الجانب الأيسر من عقلك قال للجانب الأيمن بأن هناك أزمة كافية , فسوف يرسل لك الجانب الأيمن الطاقة , و التي أحياناً ما تكون فوق مستوى الطاقة البشرية .

و لهذا فهناك فارق بين الشخص الذي يضع الأهداف و يحققها طوال اليوم و الشخص الذي لا يفعل إلا ما يبدو له و يصادفه , أو أي شيء يشعر برغبة في فعله , فالأول يضيف دائماً إلى أهدافه , و الثاني يعيش في حيرة , وملل هما أكثر ما ستنفذ الطاقة.

و معرفتك لما أنت كفء له , و لماذا أنت كفء له , تعطيك الطاقة لتحفيز ذاتك , و عدم معرفتك لهدفك يستنقذ كل ما لديك من تحفيز .

و قد سمعنا جميعاً عن قصص الأم الضئيلة الجسم التي عندما رأت ابنها الصغير محبوساً قامت برفع شيء ثقيل للغاية كالسيارة حتى تحرر طفلها . و عندما طلب منها أن تعيد هذا العمل الذي يفوق القدرة البشرية فشلت بالطبع في تكراره مرة أخرى .

و حيث أنني أعيش دون زوجة فقد جعلني هذا أعرف فن قرب ذلك الاتصال المثير بين الهدف و الطاقة , فلو أنني أقوم بطهي شيء ما مثلاً و لاحظت بطرف عيني لهباً يخرج من المطبخ فإنه يجعلني أتحرك بسرعة مذهلة من غرفة المعيشة إلى المطبخ , فالأزمات تخلق هدفاً فورياً و الذي يولد بدوره طاقة فورية .


و فكرة " إنه ليس ثقيلاً إنه أخي" إنما تقوم على الهدف , فعندما يكون هدفنا كبيراً تصبح القوة و الطاقة كبيرة , و كثيراً ما يقول لي الناس "و لكنني لا أعرف ما هو هدفي" و ذلك كما لو أن هناك شخص آخر نسي أن يخبرهم بهدفهم , و مثل هؤلاء الناس قد ينتظرون للأبد بحثاً عمن يخبرهم كيف يعيشون ولِمَ يعيشون .

و هناك سببان فقط لعدم معرفتك لهدفك :
1) أنك لا تتحدث مع نفسك
2)أنك لا تعرف من أين يأتي الهدف ,( فأنت تعتقد أن الهدف يأتي من خارج نفسك , و ليس من داخلها .)

و الشخص صاحب الهدف يعرف كيف يغوص في أعماق روحه و يتكلم مع نفسه عن سبب وجوده و ما يريد أن يفعله بنعمة الحياة .

يقول "ديرليم شامان لاكوتا" : "الإنساس وحده هو الذي وصل لمرحلة , بحيث لم يعد يعرف لماذا يحيا , فهو لا يستخدم عقله , كما أنه نسي المعرفة الخفية لجسمه و حواسه و أحلامه "

"وليم دير" ليس متفائلاً بشأن ما يخفيه المستقبل لأولئك الذين يعيشون بلا هدف .

و يقول : " إنهم لا يستفيدون من المعرفة التي وضعتها الروح داخل كل منهم , بل إنهم حتى لا يعرفون هذا , و لذلك فهم يتخبطون على الطريق إلى اللامكان , و هو طريق سريع مرصوف , هم الذين شقوه و مهدوه بحيث يمكنهم من الذهاب سريعاً إلى تلك الحفرة الكبيرة و العميقة التي سيجدونها في نهاية الطريق منتظرة إياهم لتبتلعهم في جوفها , فهو طريق سريع و مريح و لكنني أعرف نهايته , فقد رأيتها و ذهبت بخيالي و كلما فكرت في هذه النهاية اقشعر بدني ". و يمكنك كل يوم أن تبني هدفك و تقويه و تجعله أكثر تحفيزاً , فنحن مسؤولون تماماً عن أن يكون لنا حس هدفي , فالأمر هو أن نغوص في أعماق روحنا و نخلق هدفاً لأنفسنا , فطاقة حياتنا تعتمد كلية على حجم الهدف الذي نريد أن نصنعه لأنفسنا .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة