قدم لي رئيس إحدى
كبريات شركات التجهيزات المكتبية مشكلته كالآتي : " كيف يمكنني أن أجعل
المنتجين في شركتي يتوقفون عن النحيب و يبدؤون في اقتراح الحلول ؟"
ثم أخذ يوضح أن
من يعملون لديه على قسمين منتجين و مفكرين , فالمنتحبون كانوا في الغالب موظفين
أذكياء مجتهدين في العمل و يعملون لفترات طويلة بجد , و لكنهم حينما يأتون لمكتب
المدير , فغالباً ما يكون هذا للشكوى .
يقول رئيس الشركة
" إنهم بارعون في تصيد الأخطاء التي في غيرهم من المدراء , و إخباري بموضع
الخطأ في الأنظمة و لكنهم يستنفذوني لأنهم سلبيون للغاية بما يجعل الأمر ينتهي بي
إلى محاولة رفع روحهم المعنوية , و بعد ذلك أصاب أنا بالإكتئاب " .
و على الجانب
الآخر فإن المفكرين لديهم طريقة مختلفة , فهم لا يأتون للمكتب بالمشاكل .
و يقول "
المفكرون يأتون لي بالأفكار , فهم يرون نفس المشاكل التي يراها المنتحبون , و
لكنهم بالفعل قد فكروا في الحلول الممكنة "
و بعبارة أخرى ,
فإن المفكرين قد اطلعوا ملكية الشركة , و أخذوا يشكلون مستقبلها من خلال تفكيرهم ,
أما المنتجون فقد توقفوا عن التفكير , فبمجرد أن يحددوا المشكلة و يوجدوا المبررات
لرد فعلهم نحوها يتوقف تفكيرهم عند هذا .
فرد فعل المفكرين
تجاه مشاكل الشركة يكون عقلياً و بعيداً عن العاطفة , و حيث أنهم وضعوا بعض الحلول
للمشاكل , فإن طبيعة اجتماعهم بالمدير تكون إبداعية , و يكون الاجتماع مناقشة
مفتوحة , و يستمتع المدير بهذه الاجتماعات لأنها تثير عقله أيضاً , و يترك الطرفان
الاجتماع و هم يشعرون بطاقة عقلية كبيرة و يتطلع المدير إلى اجتماعات مقبلة مع
المفكرين .
أما المنتحبون
فقد قصروا رد فعلهم تجاه مشاكل شركتهم على العاطفة , فتراهم يعبرون عن استيائهم و
خوفهم و قلقهم من هذه المشاكل , و مشكلة المدير في مثل هذه الاجتماعات هو أنه
يتعامل بشكل أساسي مع هذه العواطف , و لذلك ينتهي به الاجتماع و هو يحس بالإحباط .
و عندما تلتزم
بالتحفيز الذاتي كأسلوب حياة , فسوف تكون في زمن المفكرين , فتفكيرك لا يحفزك فقط
بل إنه يصنع علاقاتك , و أسرتك و المؤسسة التي تعمل فيها أيضاً , لأن كل هذا جزء
منك , و بهذا الميل التفكيري تكون ذا قيمة أكبر لمؤسستك و لنفسك .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة