قهوتي و كتابي

التحق بالمفكرين



قدم لي رئيس إحدى كبريات شركات التجهيزات المكتبية مشكلته كالآتي : " كيف يمكنني أن أجعل المنتجين في شركتي يتوقفون عن النحيب و يبدؤون في اقتراح الحلول ؟"
ثم أخذ يوضح أن من يعملون لديه على قسمين منتجين و مفكرين , فالمنتحبون كانوا في الغالب موظفين أذكياء مجتهدين في العمل و يعملون لفترات طويلة بجد , و لكنهم حينما يأتون لمكتب المدير , فغالباً ما يكون هذا للشكوى .

يقول رئيس الشركة " إنهم بارعون في تصيد الأخطاء التي في غيرهم من المدراء , و إخباري بموضع الخطأ في الأنظمة و لكنهم يستنفذوني لأنهم سلبيون للغاية بما يجعل الأمر ينتهي بي إلى محاولة رفع روحهم المعنوية , و بعد ذلك أصاب أنا بالإكتئاب " .

و على الجانب الآخر فإن المفكرين لديهم طريقة مختلفة , فهم لا يأتون للمكتب بالمشاكل .

و يقول " المفكرون يأتون لي بالأفكار , فهم يرون نفس المشاكل التي يراها المنتحبون , و لكنهم بالفعل قد فكروا في الحلول الممكنة "


و بعبارة أخرى , فإن المفكرين قد اطلعوا ملكية الشركة , و أخذوا يشكلون مستقبلها من خلال تفكيرهم , أما المنتجون فقد توقفوا عن التفكير , فبمجرد أن يحددوا المشكلة و يوجدوا المبررات لرد فعلهم نحوها يتوقف تفكيرهم عند هذا .

فرد فعل المفكرين تجاه مشاكل الشركة يكون عقلياً و بعيداً عن العاطفة , و حيث أنهم وضعوا بعض الحلول للمشاكل , فإن طبيعة اجتماعهم بالمدير تكون إبداعية , و يكون الاجتماع مناقشة مفتوحة , و يستمتع المدير بهذه الاجتماعات لأنها تثير عقله أيضاً , و يترك الطرفان الاجتماع و هم يشعرون بطاقة عقلية كبيرة و يتطلع المدير إلى اجتماعات مقبلة مع المفكرين .

أما المنتحبون فقد قصروا رد فعلهم تجاه مشاكل شركتهم على العاطفة , فتراهم يعبرون عن استيائهم و خوفهم و قلقهم من هذه المشاكل , و مشكلة المدير في مثل هذه الاجتماعات هو أنه يتعامل بشكل أساسي مع هذه العواطف , و لذلك ينتهي به الاجتماع و هو يحس بالإحباط .
 
و عندما تلتزم بالتحفيز الذاتي كأسلوب حياة , فسوف تكون في زمن المفكرين , فتفكيرك لا يحفزك فقط بل إنه يصنع علاقاتك , و أسرتك و المؤسسة التي تعمل فيها أيضاً , لأن كل هذا جزء منك , و بهذا الميل التفكيري تكون ذا قيمة أكبر لمؤسستك و لنفسك .


ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة