قهوتي و كتابي

استغل نقاط ضعفك



أعد قائمة بنقاط ضعفك و قوتك كل في ورقة منفصلة , وضع قائمة نقاط القوة في مكان ما بحيث يمكنك أن تراها مرة أخرى لانها ستجعلك تتقدم دائماً .

و الآن انظر إلى قائمة نقاط الضعف , و ادرسها لبعض الوقت , ابق معها حتى لا تشعر بعيب و لا ذنب , ثم اسمح لها بان تتحول إلى خصائص ممتعة بدلاً من أن تكون صفات سلبية , واسأل نفسك كيف يمكن أن تستفيد من هذه الخصائص , و ليس هذا هو ما تسأل عنه عادة فيما يتعلق بنقاط ضعفك , و لكن هذا السؤال هو بيت القصيد الذي أريد .

عندما كنت طفلاً أتذكر أنني كنت أشاهد راقص طقطقة رائعاً كان اسمه "بيج ليج بيتس" , و كان بيتس قد فقد قدمه منذ وقت مبكر في حياته , و هو الأمر الذي قد يؤدي بمعظم الناس إلى التخلي عن احلامهم في احتراف الرقص .

أما بالنسبة لبيتس ففقد قدمه لم يظل طويلاً نقطة ضعفه , بل إنه حول هذا إلى نقطة قوة , فوضع حذاء طقطقة في أسفل قدمه الصناعية و بدأ يؤدي أسلوباً رائعاً من الرقص , وواضح أنه أثناء تجارب الأداء كان يقف بعيداً عن الراقصين الآخرين , و لكن لم يمر وقت طويل حتى حوّل ضعفه إلى قوة .


و كان أستاذ جمع التبرعات "ميشيل باسوف" قد بهر المؤسسات التنموية بتحويله للموظفين المجهولين إلى جامعي تبرعات ناجحين , و هو أيضاً ممن يحبون نقاط ضعف الآخرين لانه يعرف أنه بالإمكان تحويلها إلى نقاط قوة , فلو أنه يعمل مع سكرتيرة "خجولة" في مكتب التنمية , فإنه يحول هذه الشخصية إلى أحسن مستمع في الموظفين و سرعان ما يصبح المتبرعون غير قادرين على الانتظار للحديث مع هذه الشخصية لأنها تستمع لهم بالشكل الأمثل و تجعلهم يشعرون بأهميتهم البالغة .

و عندما أصبح "أرنولد شوارنزنجر" ممثلاً محترفاً كان لديه نقطة ضعف , و هي لكنته النمساوية الواضحة , و مع هذا لم يمض وقت طويل قبل أن يدمج أرنولد لكنته لتصبح من مكونات السحر في شخصيته السينمائية البطولية التي كانت تقوم على الحركة , و ما كان من قبل نقطة ضعف أصبح نقطة قوة , فقد أصبحت اللكنة من الأجزاء المميزة لشخصيته , و بدأ الناس في كل مكان يقلدونه .

و كان من بين نقاط ضعفي في وقت مبكر من حياتي هو صعوبة التحدث مع الناس , فلم يكن لدي أي قدرة على التحدث و المحاورة , و لذلك أصبحت لدي عادة كتابة الرسائل و الملاحظات , و بعد فترة أصبحت متمرساً على هذا حتى تحول هذا إلى نقطة قوة , و لكن لكتابة هذه الرسائل و رسائل الشكر القصيرة الفضل في خلق العديد من العلاقات التي ما كانت ستوجد لو انني ركزت فقط على خجلي على أنه نقطة ضعف .

و أنا لدي أربعة أطفال و لكنني لم أرزق بأطفال إلى أن وصلت إلى الخامسة و الثلاثين , لقد نظرت لنفسي لفترة طويلة على أنني "أكبر من المعتاد" لأن أكون أباً , و كنت قلقاً بشأن هذا و تساءلت فيما إذا كان ابني أو ابنتي سيستريحون مع أب كبير للغاية , ثم أدركت بعد ذلك أنه لا داعي أن تكون هذه نقطة ضعف , وأخذت أفكر فيما كنت عليه و أنا في الخامسة و العشرين , و كيف كان من الصعب عليّ أن أكون أباً مثالياً في ذلك الوقت , و سرعان ما أخذت أنظر إلى نقطة الضعف على أنها من أكبر نقاط القوة .

و بعدها كنت يوماً أشاهد فيلم "الحورية الصغيرة" مع أطفالي و رأيت نفسي – على أنني الأب في هذا الفيلم – نشيط , قوي , حكيم , ذو شعر أبيض مناسب , و كانت هذه هي الصورة المثلى , فأنا الآن أرى عمري على انه نقطة قوة كبرى في تربية أطفالي , و كانت نقطة ضعفي الوحيدة , هي طريقتي في النظر إلى عمري .

و ليس هناك شيء في قائمة نقاط الضعف لا يمكن تحويله إلى نقطة قوة لو انك فكرت فيه بالقدر الكافي , و المشكلة هي أن ضعفنا يحرجنا , و لكن الإحراج ليس تفكيراً واقعياً , و بمجرد أن نبدأ حقاً في التفكير في نقاط ضعفنا , يصبح بالإمكان تحويلها إلى نقاط قوة و تظهر معها الإمكانات الخلاقة .

ستيف تشاندلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة