إننا بحاجة إلى
أبطال في حياتنا , فهم ليسوا علامة ضعف , بل إنهم مصدر قوة , يقول بيرنارد مالامود
" بدون الأبطال نصبح جميعاً أشخاص عاديين , و لا يمكننا معرفة إلى أي مدى
يمكن أن نصل إليه . "
فالأبطال يوضحون
لنا ما يمكن أن يحققه الإنسان , و لذلك فإنهم مهمون لأي شخص يريد أن يصل في
النهاية إلى فهم التحفيز الذاتي , و لكن إذا لم نختر بشكل واع أبطالنا لكي
نستخدمهم كحافز , فسوف ينتهي بنا الأمر بأن نحسد الأشخاص العظام بدلاً من أن
نحاكيهم .
و إذا استخدم
البطل كما ينبغي , فسيكون مصدر إثراء بالطاقة و التحفيز , و ليس لازماً أن يكون لك
بطل واحد , بل اختر الكثير منهم , وعلق صورهم , و كن خبيراً في حياتهم , و اجمع
الكتب عنهم .
كانت أختي الصغير
"كيندي" فتاة صغيرة , و لقد كانت خجولة , و تحب دائماً ايمليا
ايرهاردت , و عندما بلغت الثلاثينات من عمرها – و لم يكن هذا منذ فترة طويلة – كشفت لي أنها كانت تأخذ دروساً في الطيران , فذهلت , و بعدها بأسابيع ذهبت الأسرة إلى أحد المطارات الصغيرة , خارج المدينة لتشاهدها و هي تقوم بأول محاولة طيران بمفردها , و قالت كيندي " لقد كنت مرعوبة للغاية لدرجة ان فمي و حلقي جف تماماً "
ايرهاردت , و عندما بلغت الثلاثينات من عمرها – و لم يكن هذا منذ فترة طويلة – كشفت لي أنها كانت تأخذ دروساً في الطيران , فذهلت , و بعدها بأسابيع ذهبت الأسرة إلى أحد المطارات الصغيرة , خارج المدينة لتشاهدها و هي تقوم بأول محاولة طيران بمفردها , و قالت كيندي " لقد كنت مرعوبة للغاية لدرجة ان فمي و حلقي جف تماماً "
و لم يكن للطيران
علاقة بعمل كيندي , و ما أخذت دروس الطيران إلا بسبب الانطباع الذي تركته فيها
بطلتها ايملي ايرهاردت و هي صغيرة .
تقول "ايميت
نوكس" (إن الإنسان يتحول إلى ما يحب)
و قبل أن يصبح
نابليون هيل مؤلفاً مشهوراً , كان يكافح ليشق طريقه في عالم الكتابة و الكلام , و
كان له صديق صاحب مطعم , و لم يكن مطعمه يسير على ما يرام , فعرض عليه هيل أن يقدم
كلمات تحفيزية مجانية في مطعمه ليلة كل أسبوع و ذلك لمساعدة صديقه في مشروعه, و قد ساعدت هذه الكلمات صديقه بعض الشيء , و
لكنها ساعدت هيل كثيراً , حيث بدأ يكسب قدراً هائلاً من المعجبين .
و عندما قرأت هذا
الجزء من حياة هيل خطرت لي فكرة , و كنت وقتها أريد أن اكون متكلماً متشعباً , و
لم اكن أعرف من أين أبدأ فقد قمت ببعض الندوات و الأحاديث هنا وهناك و دون معين ,
أو اتجاه هادف , فقررت أن أقلد هيل , و من ثم بدأت أقدم ورشة عمل مجانية , و
مفتوحة كل ليلة خميس , و ذلك في الشركة التي كنت أعمل فيها كمدير تخطيط.
و في البداية لم
يكن هناك جمهور كثير يحضر الندوات , و كان علي قضاء جزء من الأسبوع أحث الناس على
الحضور , و ذات مرة كان عدد الحضور اثنين , و لكن أسبوعاً بعد الآخر ازدادت شهرة
الورشة , و زادت خبرتي معها , و سرعان ما أصبح لدي الكثير من الجمهور ينتظرون
الدخول إلى ندواتي كل ليلة خميس , إنني أدين بالفضل لهذه الورشة الصغيرة المجانية
, حيث جعلتني أصبح متكلماً في أحاديث عامة متفرعة .
هل كانت هذه
الفكرة فكرتي ؟ لا , بل إنني سرقتها , لقد كنت نسخة بطل , و لكن وعينا باختيار
الأبطال , أمر حيوي في الإبداع الذاتي , إذ أننا إما أن نحسدهم وإما أن نقلدهم .
و أفضل استخدام
للأبطال ليس في أن تخافهم , و لكن في أن تتعلم شيئاً منهم , و تدع حياتهم تحفزك ,
فالبطل إنسان مثلك , و ما يميزه عنا هو المستوى العالي من التحفيز الذاتي الذي وصل
إليه , فإذا عشقت البطل بشكل سلبي , فأنت بهذا تهين إمكانياتك , فبدلاً من أن تعشق
البطل انظر داخله كي تدرس شصيته .
ستيف تشاندلر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة