قهوتي و كتابي

علامات الساعة الصغرى التي وقعت 2




32-   إمارة السفهاء:
بأن يتولى الإمارة والزعامة والوزارة من ليس عنده دين ولا خُلُق, الذي لا يُحسن تدبير شؤون نفسه ولا شؤون ماله كيف يُحسن تدبير شؤون دولة, أو وزارة.

33-   كثرة الشرطة:
وهذا أمر واضح في كافة أرجاء العالم الإسلامي بل وكافة أرجاء العالم.

34-   بيع الحكم:
بيع المناصب بالأموال أمر مشهور.

35-   الاستخفاف بالدم:
فما أيسر القتل في هذه الأيام ولد يقتل أباه؛ لأنه لم يعطه مصروفه اليومي, زوج يقتل زوجته من أجل الطعام, حاكم يقتل الآلاف؛ لأنه لم ينتخبوه, أو يسيروا على قانونه.


36-   تقديم الصغير للإمامة لجمال صوته لا لفقهه:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستًّا: إمارة السفهاء, وكثرة الشرط, وبيع الحكم, واستخفافاً بالدم, وقطيعة الرحم, ونشواً يتخذون القرآن مزامير, يقدمون أحدهم ليغنيهم, وإن كان أقلهم فقهاً ).
[نشواً: أي ناشئة من النشء وهم صغار السن]

37-   فشو القلم:
أي كثرة الأقلام والتأليف والتصنيف: بحيث أننا رأينا كثرة كبيرة في الكتب والمصنفين ومعظم هذه المصنفات مكررة لفظاً, أو معنى, ولا تخرج عن عدة موضوعات معلومة.

38-   هلاك الأمة على يد غلمان من قريش:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ( هلاك أمتي على يد أُغيلمة من قريش) وهؤلاء الأغيلمة الأمراء كانوا في عهد الدولة الأموية.

39-   أن تكون أموال المسلمين مغنماً:
الكثير يستخدم أموال المسلمين العامة لمصالحه الخاصة من طعام, أو كساء, أو سيارات... ومنهم من يطغى على أموال المسلمين, ويختلس الملايين والمليارات.

40-   أن تكون الزكاة مغرماً:
وذلك بأن يمنع أكثر المسلمين الزكاة, أو يضعوها في غير موضعها لإرادة حظ الدنيا, كمن يدفع الزكاة لابنته, فإذا حدثته عن عطائه لها ذكر أنه أعطاها وأعطاها, مع أنه لم يعطِ نفقة ولا هدية.

41-  أطاع الرجل زوجته وعق أمه:
إي والله طاعة الزوجة أولاً, ثم طاعة الأم فإن تصادمت طاعة الزوجة مع طاعة الأم تقدم طاعة الزوجة ولو أدى ذلك إلى عقوق الأم.

42-   بر صديقه وجفا أباه:
والصديق اليوم يقدم طاعة صديقه على طاعة والده ويُسِرُّ إليه بما يخفيه عن أبيه.

43-  ارتفعت الأصوات في المساجد:
نشاهد الآن التخاصم والتقاتل والجدال بصوت منكر في المساجد.
وأصبح البعض يتجرءون على العلماء والوعاظ أثناء إلقاء المحاضرات والندوات.

44- إذا كان زعيم القوم أرذلهم:
الواقع خير شاهد وأصدق دليل فما أكثر الزعماء الذين يتصفون بهذه الصفة.

45- إذا أُكْرِمَ الرجل مخافة شره:
يقال فلان: ظالم, أو مجرم, أو يعمل في الداخلية, أو قريبه لواء شرطة, أو صديقه وزير, فيكرم ويعلو على الأكتاف ويهان عالم الدين ويُشتم الدعاة إلى الله.

46- إذا كان التعليم لغير الدين:
وأصدق دليل على هذا التعليم العلماني في مدارسنا, حتى التعليم الديني في الأزهر الشريف, وفي بعض البلدان الإسلامية وإن كان إسلاميًّا إلا أن الطلاب يتعلمون لإصابة عرض من الدنيا, لا من أجل تعلم أمور الشرع ونشر الإسلام.

47-إذا شربت الخُمُور:
فمعظم دور الفاحشة والرقص والسينما وبعض المقاهي يُشرب فيها الخمور عياناً بياناً جهاراً.

48-إذا لُبس الحرير:
" المراد منه لبس الرجال للحرير " وقد كثر لبس الحرير في الأوساط الغنية فترى الشباب يلبسون ثياب الحرير.

49-إذا ظهرت القيِّنات والمعازف:
ويكفينا من ظهور الراقصات والفنانات والمعازف ما نشاهده يوميًّا في وسائل الإعلام.

ويدل على العلامات السابقة حديث علي رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: ( إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء ) قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: ( إذا كان المغنم دولاً , والأمانة مغنماً, والزكاة مغرماً, وأطاع الرجل زوجته وعقََّ أمه , وبرََّ صديقه, وجفا أباه, وارتفعت الأصوات في المساجد, وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل مخافة شرِّه, وشُرِبت الخمور, ولُبس الحرير, واتخذت القينات والمعازف, ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء, أو خسفاً, أو مسخاً).

وفي رواية عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (إذا اتخذ الفيء دولاً, والأمانة مغنماً, والزكاة مغرماً, وتُعُلِّمَ لغير الدين, وأطاع الرجل امرأته, وعق أمه, وأدنى صديقه وأقصى أباه, وظهرت الأصوات في المساجد, وساد القبيلة فاسقهم, وكان زعيم القوم أرذلهم, وأكرم الرجل مخافة شره, وظهرت القينات والمعازف, وشربت الخمور, ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء, أو زلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات متتابعات كنظام بال قُطع سلكه فتتابع).

*أما الريح: ففي سنة ثلاثين ومائتين في أول خلافة المتوكل هبت بالعراق ريح شديدة السموم ولم يُعهد مثلها, أحرقت زرع الكوفة والبصرة وبغداد, وقتلت المسافرين ودامت خمسين يوماً, واتصلت بهمذان فأحرقت الزرع والمواشي, واتصلت بالموصل وسنجار, ومنعت الناس من المعاش في الأسواق, ومن المشي في الطرقات وأهلكت خلقاً عظيماً.

وفي سنة ثمانين ومائتين في خلافة المعتضد أصبحت الدنيا مظلمة إلى العصر, فهبت ريح سوداء, فدامت إلى ثلث الليل, وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة بلد الديبل.

وفي سنة خمس وثمانين ومائتين في خلافته, هبت ريح صفراء بالبصرة ثمَّ صارت خضراء, ثمَّ صارت سوداء وامتدت في الأمصار.

وفي خلافة المقتدر العباسي, جاءت ريح سوداء ببغداد, واشتد الرعد والبرق حتى ظن أنها القيامة.
وفي خلافة المستظهر هبت بمصر ريح سوداء مُظلمة أخذت الأنفاس حتى لا يبصر الرجل يده, ونزل على الناس رمل وأيقنوا بالهلاك, ثمَّ انجلى قليلاً وعاد إلى الصُّفرة.

 *أما الخسف:فوقع في خلافة سليمان بن عبد الملك أنه ورد كتاب ابن هبيرة فيه: أن ببخارى وقت السّحر سمع قعقعة عظيمة من السماء, ودوي كالرعد القاصف أسقطت منه الحوامل, فنظروا فإذا قد انفرج من السماء فرجة عظيمة ونزل أشخاص عظام رءوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض!
وفي خلافة المطيع في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وقع بالري ونواحيها زلازل عظيمة, وخسف ببلد طالقان ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين نفساً وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الري, واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها وقذفت الأرض عظام الموتى وتفجرت فيها المياه, وتقطع بالري جبل وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار, ثم خسف بها وانخرقت الأرض خروقاً عظيمة وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم.
وفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة, خسفت قرية من أعمال بُصرى, وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة خسف بلد بحيرة وصار مكان البلد ماء أسود, وخُسف في زماننا بعدة قرى من ناحية أذربيجان وخراسان وغيرهما.

*وأما المسخ: فقد وقع لأشخاص فقد صح الخبر عن غير واحد أنَّ في زمن فاطمية مصر كانوا يجتمعون بالمدينة يوم عاشوراء في قبة العباس رضي الله عنه ويسبون الشيخين والصحابة رضي الله عنهم, فجاء رجل فقال: من يطعمني في محبة أبي بكر رضي الله عنه؟ فخرج إليه وأشار إليه أن اتبعني, فأخذه إلى بيته وقطع لسانه ووضعه في يده, وقال: هذه لمحبة أبي بكر, فذهب رجل إلى المسجد وسلم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم والشيخين بقلبه ورجع ولسانه في يده, فقعد حزيناً عند باب المسجد وغلبه النوم, فرأى النبي صلّى الله عليه وسلم في منامه, ومعه أبو بكر رضي الله عنه, فقال لأبي بكر: إنَّ هذا قطعوا لسانه في محبتك, فرُدَّ عليه لسانه قال: فأخرج لسانه من يده ووضعه في محله, فانتبه فإذا لسانه كما كان قبل القطع وأحسن, فلم يخبر أحداً بذلك ورجع إلى بلاده. فلما كان العام القابل رجع إلى المدينة ودخل القبة يوم عاشوراء وطلب شيئاً بمحبة أبي بكر رضي الله عنه فخرج إليه شاب وقال: اتبعني, فتبعه, فأدخله الدار التي قُطِع فيها لسانه فأكرمه الشاب, فقال الرجل: إني تعجبت من هذا البيت, لقيت في العام الماضي مصيبة ومهانة, وهذه السنة لقيت ما أرى من الإكرام.
فقال الشاب: كيف القصة؟ فأخبره بالقصة, فأكب على يديه ورجليه وقال: ذلك أبي وقد مسخه الله قرداً, وكشف عن ستارة فأراه قرداً مربوطاً, فأحسن إليه وتاب عن مذهبه وقال: اكتم عليّ أمر والدي.
وكان في حلب رجل سباب للشيخين, فلما مات اتفق شباب على أن ينبشوا قبره, فلما نبشوه رأوه قد مسخ خنزيراً فأخرجوه ثمَّ أحرقوه بالنار.

*أما الأمور العظام: فوقع القحط الشديد عدة مرات:
منها: ما وقع في زمن الظاهر العُبيدي بمصر الغلاء الذي لم يقع مثله منذ زمن يوسف عليه السلام ودام سبع سنين حتى أكل الناس بعضهم بعضاً, وقيل: بيع فيه رغيف بخمسين ديناراً.
وفي زمن المستنصر العُبيدي وقع بمصر أيضاً القحط سنين متوالية حتى أكل الناس بعضهم بعضاً. وبلغ الأردب من الحنطة مائة دينار والأردب أربعون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وشيء, وبيع الكلب بخمسة دنانير والهرة بثلاثة دنانير. وغيرها....

ومما يدل على الخسف والمسخ والقذف والريح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة: إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة, وأضاعوا الأمانة, وأكلوا الربا, واستحلوا الكذب, واستخفوا بالدماء, واستعلوا بالبناء, وباعوا الدين بالدنيا, وتقطعت الأرحام, ويكون الحكم ضعفاً والكذب صدقاً والحرير لباساً, وظهر الجور وكثر الطلاق, وموت الفجأة, وائتمن الخائن وخون الأمين, وصدق الكاذب وكذب الصادق, وكثر القذف, وكان المطر قيظاً والولد غيظاً, وفاض اللئام فيضاً وغاض الكرام غيضاً, وكان الأمراء فجرة والوزراء كذبة, والأمناء خونة والعرفاء ظلمة. والقراء فسقة, إذا لبسوا مسوك الضأن. قلوبهم أنتن من الجيفة وأمَرُّ من الصبر يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة وتظهر الصفراء-يعني الدنانير- وتطلب البيضاء وتكثر الخطباء ويقل الأمر بالمعروف, وحُليت المصاحف وصورت المساجد, وطولت المنابر وخربت القلوب, وشربت الخمور وعطلت الحدود, وولدت الأمة ربتها, وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكاً وشاركت المرأة زوجها في التجارة, وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وحلف بغير الله وشهد المرء من غير أن يُستشهد وسلم للمعرفة وتفقه لغير دين الله وطلب الدنيا بعمل الآخرة, واتخذ المغنم دُولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً, وكان زعيم القوم أرذلهم, وعق الرجل أباه وجفا أمه وبر صديقه وأطاع امرأته, وعلت أصوات الفسقة في المساجد, واتخذت القينات والمعازف وشربت الخمور في الطرق, واتخذ الظلم فخراً, وبيع الحكم, وكثرت الشرط, واتخذ القرآن مزامير, وجلود السباع صفافاً, ولعن آخر هذه الأمة أولها, فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء, وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات).

50-   ظهور الفتن:
ففي الحديث الصحيح (وأن تظهر الفتن)
وقد وقعت جملة كبيرة من الفتن منذ مقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنَّ الفتن ظهرت بعد موته. ومن هذه الفتن مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه على يد الثوار المنافقين.
ومن الفتن إخباره صلى الله عليه وسلم الزبير بأنه سيقاتل عليًّا وغيرها...

51- إذا لعن آخر هذه الأمة أولها:
من المسلمين الآن من يتجرأ على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يسيء القول في السلف الصالح والبعض يقول: هم رجال ونحن رجال!!

52-ظهور السيارات:
وهذه من دلائل النبوة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج, كأشباه الرِّحال ينزلون على أبواب المساجد, نساؤهم كاسيات عاريات). وهذا قد وقع فترى أحدهم يضع السيارة عند باب المسجد ويدخل المسجد ليصلي, وزوجته داخل السيارة كاسية عارية.

53- التقارب في الزمان:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ) والتقارب له شكلان:
الشكل الأول: نزع البركة من الوقت وهذا يدركه كل عاقل. فالأعمال التي كنت تقوم بها منذ عشرة سنين في يوم واحد أكثر مما تقوم به في يوم من أيامنا هذه.
الشكل الثاني: التقارب الحسي: وهذا يدل على قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار) وهذا لم يحدث.

54- ذهاب الصالحين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يذهب الصالحون الأول فالأول, وتبقى حثالة كحثالة الشعير لا يباليهم الله باله ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كيف بكم وبزمان- أو يوشك أن يأتي زمان- يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا) وشبك بين أصابعه كناية عن القتال فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟, قال: (تأخذون ما تعرفون, وتذرون ما تنكرون, وتقبلون على أمر خاصتكم, وتذرون أمر عامتكم).

55- الاعتداء في الطهور:
" وهو الزيادة فيه عن الثلاث"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور).

56- ظهور الخوارج:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام, يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإنَّ قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة )
[حُدثاء الأسنان: أي صغار السن]
وفي رواية: (يخرج في آخر الزمان ) وقد ظهرت فرقت الخوارج في عصر عليٍّ رضي الله عنه.

57- مقاطعة العالم للعراق:
عن أبي نضيرة قال: كنا جلوساً عند جابر بن عبد الله فقال: ( يوشك أهل العراق أن لا يجيء قفيز ولا درهم قلنا: من أين؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك, ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مُدَى قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل الروم)
[قفيز: مكيال العراق, العجم: غير العرب, المدى: مكيال, الروم: النصارى]
أما قطع المعونات عن العراق فهذا حدث منذ احتلال العراق للكويت سنة 1991م إلى يومنا هذا. وأما قطع الأموال عن بلاد الشام ( سوريا-لبنان-فلسطين- الأردن) فلم يحدث بعد.

58- تمني الموت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه)
فإن قيل لماذا يتمنى المسلم هذه الأمنية التي لا تتمنى يُجيب سيد الرسل صلى الله عليه وسلم قائلاً: ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به إلا البلاء) وهذا الأمر قد قارب على الوقوع إن لم يكن وقع.

59- غربة الإسلام:
كما في حديث: ( بدأ الإسلام غريباً, وسيعود غريباً كما بدأ)
فإنَّ ما يحدث للمسلمين الملتزمين بأمر الله تعالى وأمر رسوله صلّى الله عليه وسلم لهو أكبر دليل على هذه العلامة, فالتعذيب والتنكيل والعقاب والعتاب والسخرية والاستهزاء تصب صبًّا على الأطهار الأبرار, وأصبح البعض يتمنى الموت, نعم نحن في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمر اللهم سلم.

60-القتال بين فئتين عظيمتين من المسلمين:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة, دعوتهما واحدة...)
وهذا القتال وقع بين علي ومن معه رضي الله عنهم وبين معاوية ومن معه رضي الله عنهم في معركة صفين وقُتل من خيار الصحابة سبعون ألفاً.


61-   ظهور آثار المعاصي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتليتم بهن, وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها, إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا, ولم ينقصوا المكيال والميزان, إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم, ولم يمنعوا زكاة أموالهم, إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا, ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم, فأخذوا بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما نزل الله إلا جعل بأسهم بينهم) وهذا كله وقع, كما قال الذي لا ينطق عن الهوى.
[ الفاحشة: الزنا, بالسنين: بالقحط, القطر: الماء, يتخيروا مما نزل الله: يأخذون ما يعجبهم ويدعون ما لا يمشي مع هوى نفوسهم]


د/مصطفى مراد


هناك تعليق واحد:

  1. مقال رائع جداً عن طرق إدارة الوقت ..
    لا يفوتكم ⬇⬇

    https://noslih.com/article/خمسون+طريقة+فعالة+لإدارة+الوقت

    ردحذف

سيتم مراجعة التعليقات قبل نشرها وحذف التعليقات غير اللائقة